وما أحسن كلامه ( ص51) مقلوبا على نفسه: "وأغلب أخطاء هؤلاء المبتدعة - وما أكثرها- تأتي من جهة جهلهم بالأصول، وعدم تمكنهم من قواعده، مع ضيق باعهم، وقلة اطلاعهم" !!
فلا قوة إلا بالله، ولا رب سواه.
وصفوة القول في هذه المسألة العظيمة ما قاله الإمام الشافعي رحمه الله تعالى تقعيدا وتأصيلا كما في "فتح الباري" (3/475): "ولكنا نتبع السنة فعلا أو تركا" ) انتهى كلام الشيخ علي الحلبي جزاه الله خيرا.
الشبهة الثانية عشر: أن بعض الصحابة قد فعلوا أمورا تعبدية ولم يكن فيها دليل خاص؛ ومع ذلك أقرهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - ؛ ولم ينكر عليهم ذلك، كقصة خبيب بن عدي رضي الله عنه التي رواها البخاري وفيها ان المشركين لما أرادوا أن يقتلوه طلب منهم أن يتركوه لكي يصلى ركعتين قبل القتل فقال أبو هريرة راوي القصة:" فكان خبيب هو الذي سن الركعتين لكل امرئ مسلم قتل صبرا"، وقصة بلال رضي الله عنه عندما كان يصلي ركعتين بعد كل وضوء.
فدل ذلك على جواز إحداث أمور تعبدية وإن لم يفعلها الرسول - صلى الله عليه وسلم - .
الجواب:
(ان فعل الصحابة موقوفا على إقرار النبي - صلى الله عليه وسلم - له، وكان فعلهم قبل نزول آية كمال الدين وتمام النعمة.
وأما بعدها مما ابتدعه الخلف فمن أين لهم أن يعلموا إن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقره أو ينهى عنه؟
أبالكشف الصوفي؟!
ولئن اقر النبي - صلى الله عليه وسلم - فعل خبيب وبلال في الصلاة بعد كل وضوء فإنه لم يقر البراء بن عازب على خطئه في الدعاء الذي علمه إياه النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيه: { آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت } فقال البراء:"فجعلت استذكرهن: وبرسولك الذي أرسلت"،فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : { لا، وبنبيك الذي أرسلت } رواه البخاري ومسلم.
पृष्ठ 54