============================================================
وبعد خطبة الكتاب التي استهلها بالبسملة والتصلية والتحميد، وذكر دواعي تأليف الكتاب وموضوعه، والاشادة بالمستنصر بالله وعصره الزاهي، وشكر تعمه والدعاء له، يتتقل حازم إلى ذكر مقاصد الكتاب فيستهلها بتعريف القافية، ثم يذكر صورها وأنواعها، كما يتحدث عن حروف الروي وحركاتها، وما يتقدم عليها آو يتاخر عنها من حروف وحركات، وما يلتزم منها وما لا يلتزم، وما يستحسن وما لا حن، مشيرا إلى جملة من عيوب القافية كالتضمين، والايطاء، والسناد.. الخ، بما يرتبط بكل منها من قضايا ومصطلحات يقتضيها الحديث عن القافية، مما يبرز تكن حازم وإحاطته بالموضوع ، وتبحره في علم العروض، وإدراكه لأهمية القافية في الشعر، في إطار قانون التناسب الذي تستند إليه نظريته القائمة على رؤية بنيوية، تجعل جميع عناصر الشعر ومقوماته مترابطة في علاقة جدلية فيما بيتها، وبنا، على ذلك تبرز أهمية الكتاب في مجال النقد العروضي، كما تبرز قيمة القافية في القصيدة من الناحية الجمالية.
وإنا كان موضوع الكتاب يوحي بأنه مطروق مالوف لدى علما. القافية قبله، منذ الخليل، مما يدفع إلى التساؤل عن الجديد لدى حازم الذي عاش في زمن متاخر هو القرن السابع
पृष्ठ 19