बकैय्यात
بكائيات: ست دمعات على نفس عربية
शैलियों
بولونيس :
والآن يا أوفيليا.
لا حاجة لإعادة ما قاله الأمير هاملت، فقد سمعنا كل شيء.
وبدأ عقلك الجميل ينفصل عنك. هذا العقل الذي لسنا بغيره سوى صور ووحوش. هل التمست العذر لهاملت على سيل الحمم التي صبها على رأسك الصغير؟ إنك لم تستحقي كل هذا الغضب، وكل هذه القسوة، وما كان لك أن تعصي أباك الحبيب. لكن الحب قد ضاع إلى الأبد، وسيضيع كذلك الأب الحبيب. وأنت يا أوفيليا تهيمين في رياض جنتك العذرية، لا تدرين بالآلام التي عذبت نفس الأمير المسكين. لا تعرفين أنها غرقت بين الاكتئاب الذي سمم دمه وعقله، وبين الرغبة في الثأر لمقتل أبيه الذي لم ير شبحه الحزين. وبما أحسست بهواجسه وشكوكه. لكنك لم تتصوري أبدا أنها ستصل به إلى الشك في حبك. وخرجت من جنتك إلى الأبد عندما قتل أباك. لم تكوني معه عندما صب سيل غضبه على أمه. ولم تشعري بألمه عندما اكتشف أن القتيل الذي يتمخض وراء الستارة لم يكن هو رأس الأفعى، لم يكن هو الدمل الكبير الذي سمم صديده عروق المملكة، والذي عاش حياته وكرس جهوده لقتله بضربة سيفه القاضية، كان المقتول أباك. وحزن الأمير الحبيب، لا لأنه جدير بأي محبة أو تقدير فهو يد الدس التي أرسلها الملك في أعقابه، بل لأنه والدك أنت؛ والد أوفيليا الطاهرة التي أحبها كما أحبته، وإن عجز من فرط التأمل والتألم عن الإحساس بمدى حبه.
وخرجت من جنتك إلى الأبد.
واستدعاك الملك والملكة فرحت تهذين بغناء لا يفهمه أحد؛ لأن الجميع - بما فيهم محبوبك - مشغولون بالتآمر والتدبير، بالتمثيل وكشف التمثيل، بالمكر والتزييف والخداع الذي أفسد الحياة، وكان دائما - دون أن تدري - هو طابع الحياة.
وحدقت الوحوش الآدمية في وجهك البريء وخصلات شعرك المضطرب الجميل وأنت تغنين:
أوفيليا :
سافر الموت به يا طفلتي،
ونما العشب على أجفانه،
अज्ञात पृष्ठ