134

बकैय्यात

بكائيات: ست دمعات على نفس عربية

शैलियों

يعصف بها الجنون!

يا ويلتي لما رأيت!

ويلتي لما أراه!

أي عنف أشد من هذا العنف؟!

أي مرارة أقسى من هذه المرارة؟!

كيف أمكنه أن يخاطبك بكل هذه الغلظة، أنت يا من طالما سألك أن تدعي له في صلواتك بالغفران؟

كيف أمكنه أن يتنكر للحب الطاهر الذي اعترف بأنه ملك عليه قلبه فيما مضى؟ ومن أين واتته القوة الوحشية التي جعلته ينتزع جذوره من دمه، ويلقي بها في وجهك؟

أنت يا من سماك «ابنة السماء، معبودة روحي، أوفيليا الطاهرة»؟

وليت الأمر توقف عند الغلظة والقسوة ولم يترد في هاوية الجنون. هذا الذي كان رجاء الدولة وزهرة آمالها، ألم يكفه أن يحطم قلبي فحطم عقله أيضا؟ والذي أحببته وأحبه الشعب كله، هل فقد الثقة في كل شيء وكل إنسان؟ ألم يعد يرى من حوله غير ظلام فوق ظلام؟ كيف تخلت عنه بصيرته النافذة فلم يعد ينظر في أعماقي؟

وتقفين لحظات حائرة حتى يظهر أبوك والملك من خلف الستارة. انتبهت إلى ما يقولانه عن شكهما في الجنون المزعوم؟ هل آلمك أنه لم يجن سببك؟ وهل فهمت وهما يدبران لنفيه إلى بلد بعيد أنهم ورطوك في التدبير؟ وهل أدركت الآن سر ثورته عليك، وهو يرى القناع الذي وضعوه على وجهك، ويمد يديه لينتزعه، فيكاد يسلخ معه اللحم ويفجر الدم؟ أم تراك لم تكتشفي شوكة الحقيقة الرهيبة التي تدمي فؤاده؟ الجميع يمثلون، وأنا أيضا أمثل دورا وآتي بالممثلين الفقراء الجوالين لكي أعري وجوه الممثلين، لكن يا رحمة السماء! هل يمكن أن تشترك أوفيليا في التمثيل؟ هل يمكن أن تصبح «السماوية معبودة روحي » عينا تتجسس على نجوى القلب، وتتطفل كاللص على مكنون النفس؟ حقا حقا! فسدت الطبيعة وانهار الناموس، خرج الزمن عن محوره، فكيف أعيده إلى نصابه ومجراه؟ سقطت كل القيم وساد العدم وصار الظلام، لكني سأتحمل عبئي وأواجه المحنة وحدي. وينصرف الأمير اليائس في ثورته، الثائر من يأسه. وتقفين حائرة لا يدري أحد إن كنت قد فكرت في شيء، أو إن كنت لزمت الصمت عن القول وعن التفكير. العالم أيضا في عينيك ظلام، والعالم - بعد جنونك يا هاملت - محض جنون وحطام. وتنتبهين من الحلم المفزع على صوت أبيك.

अज्ञात पृष्ठ