فصل [في المشهور من الملائكة في والمشهور منهم في الرسالة إلى الرسل والأنبياء عليهم السلام من الناس هو جبريل صلوات الله عليه.
فصل [
لا يصلح رسول إلى الناس إلا من جنسهم وخيرهم شرفا وعقلا؛ وإنما قلنا من جنسهم لأنهم لا تقدر قواهم على مخالطة الملائكة مع إدراكهم إياهم بحواسهم، والملائكة على صورهم التي خلقهم الله تعالى عليها؛ لأنهم تطيش عقولهم إذا عاينوا الملائكة على صورهم، وإن جعل الله تعالى الملائكة في صورة الرجال لم يصدقوهم أنهم ملائكة، فلا تفترق حالة رسول من الملائكة على صورة رجل وحالة رجل من الناس على الحقيقة، ولذلك قال تعالى: {ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون}(1) وذلك أنهم لا يصدقون أنه ملك إلا بشهادة رسول غيره، ولا يصدقون الرسول من جنسهم أنه هو إلا وقد ثبت عندهم أن صاحبهم رسول وهم لا يقولون أنه رسول إذ لو قالوا لاتبعوه، وإن جاء ملك آخر يصدق الأول فحكمه عندهم حكم الأول فيؤدي إلى التلبيس والتخليط وذلك خلاف الحكمة والمصلحة.
فصل [في أن الرسل من الإنس خاصة]
الرسل من الإنس خاصة من بعد أن خلق الله سبحانه نبيه آدم عليه السلام بقوله تعالى في شرف الإنس على الجن: {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا}(2) والنبي يجب أن يكون أشرف ممن أرسل إليهم.
إن قيل: أن الإنس غير جنس الجن فلا يصلحون رسلا إلى الجن.
पृष्ठ 133