बज़्लुल मज्हूद फ़ी इख़्तिलाफ़ि नसारा वाल यहूद

نور الدين السالمي d. 1332 AH
57

बज़्लुल मज्हूद फ़ी इख़्तिलाफ़ि नसारा वाल यहूद

بذل المجهود في مخالفة النصارى واليهود للسالمي

शैलियों

وذلك أن الصبي أمانة عند والديه ، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ، خالية من كل نقش ، ومائلة عن كل ما ميل به إليه ، فإن عود الخير وعلمه نشأ عليه ، وسعد في الدنيا والآخرة ، ويشارك في ثوابه أبواه ، وكل معلم له ومؤدب ، ، وإن عود الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك ، وكان الوزر في رقبة القيم عليه ، والوالي له ، لتضييعهم أمانتهم ، وتركهم أمر ربهم في قوله عز من قائل : (( قوا أنفسكم وأهليكم نارا )) ومهما كان الأب يصونه عن نار الآخرة أولى ، وصيانته أن يؤدبه ويهذبه ، ويعلمه محاسن الأخلاق ، ويعلمه من القرآن ، ولا يعوده التنعم ، ولا يحبب إليه الزينة وأسباب الرفاهية ، فيضيع عمره في طلبها إذا كبر ، فيهلك هلاك الأبد ، بل ينبغي أن يراقبه من أول أمره ، فلا يستعمل في حضانته وإرضاعه إلا امرأة صالحة متدينة ، تأكل الحلال ، فإن اللبن الحاصل من الحرام لا بركة فيه ، فإذا وقع عليه نشوء الصبي ، انعجنت طينته من الخبث فيميل بطبعه إلى ما يناسب الخبائث ، ومهما رأى فيه مخايل التمييز ، فينبغي أن يحسن مراقبته ، وأول ذلك ظهور أوائل الحياء فإنه إذا كان يحتشم ويستحي ، ويترك بعض الأفعال ، فليس ذلك إلا لإشراق نور العقل عليه ، حتى يرى بعض الأشياء قبيحا ومخالفا للبعض ، فصار يستحي من شيء دون شيء ، وهذه هدية من الله تعالى إليه وبشارة تدل على اعتدال الأخلاق ، وصفاء القلب ، وهو مبشر بكمال العقل عند البلوغ ، الصبي المستحي لا ينبغي أن يهمل ، بل يستعان على تأديبه بحيائه وتمييزه ، ثم يشغل في المكتب ، فيتعلم القرآن وأحاديث الأخيار ، وحكايات الأبرار وأحوالهم ، لينغرس في قلبه حب الصالحين ، ويمنع من الأشعار التي فيها ذكر العشق وأهله ، ومن مخالطة الأدباء الذين يزعمون أن ذلك من الظرف ورقة الطبع ، فإن ذلك من لغو الكلام وفحشه ومن اللعن والسب ، ومن مخالطة من يجري على لسانه شيء من ذلك ، فإن ذلك يسري لا محالة من قرناء السوء ، ومهما بلغ سن التمييز ، فينبغي أن لا يسامح في ترك الطهارة والصلاة ، ويؤمر بالصوم في بعض أيام رمضان ، ويجنب لبس الحرير والديباج والذهب ، ويعلم كل ما يحتاج إليه من حدود الشرع ، ويخوف من السرقة وأكل الحرام ، ومن الخيانة والكذب والفحش ، وكل ما يغلب على الصبيان فإذا وقع نشوة كذلك في الصبا فمهما قارب البلوغ ، أمكن أن يعرف أسرار هذه الأمور ، فيذكر له أن الأطعمة أدوية ، وإنما المقصود منها أن يقوى الإنسان بها على طاعة الله عز وجل ، وأن الدنيا كلها لا أصل لها ، إذ لا بقاء لها ، وأن الموت يقطع نعيمها ، وأنها دار ممر لا دار مقر ، والآخرة دار مقر لا دار ممر ، وأن الموت منتظر في كل ساعة ، وأن الكيس العاقل من تزود من الدنيا للآخرة ، حتى تعظم درجته عند الله تعالى ، ويتسع نعيمه في الجنان ، فإذا كان النشء صالحا ، كان هذا الكلام عند البلوغ واقعا مؤثرا ناجعا ، يثبت في قلبه كما يثبت النقش في الحجر ، وان وقع النشء بخلاف ذلك ، حتى ألف الصبي اللعب ، والفحش والوقاحة ، وشر الطعام واللباس ، والتزين والتفاخر ، نبا قلبه عن قبول الحق نبوة الحائط على التراب اليابس .

पृष्ठ 62