बज़्लुल मज्हूद फ़ी इख़्तिलाफ़ि नसारा वाल यहूद

نور الدين السالمي d. 1332 AH
48

बज़्लुल मज्हूद फ़ी इख़्तिलाफ़ि नसारा वाल यहूद

بذل المجهود في مخالفة النصارى واليهود للسالمي

शैलियों

وقد كنت يا أمير المؤمنين أسافر إلى الصين ، فقدمتها مرة وقد أصيب ملكهم بسمعه ، وبكى بكاءا شديدا ، وحثه جلساؤه على الصبر ، فقال : أما إني لست أبكي بالبلية النازلة ، ولكني أبكي المظلوم يصرخ بالباب فلا أسمع صوته ، ثم قال : أما وقد ذهب سمعي فإن بصري لم يذهب ، نادوا الناس أن لا يلبس ثوبا أحمر إلا متظلم ، ثم كان يركب الفيل طرفي النهار ، وينظر هل يرى مظلوما ، فهذا يا أمير المؤمنين مشرك بالله ، بلغت رأفته بالمشركين هذا المبلغ ، وأنت مؤمن بالله من أهل بيت نبيه لا تغلبك رأفتك بالمسلمين على شخ نفسك ، فإن كنت إنما تجمع الأموال لولدك ، فقد أراك الله عبرا في الطفل يسقط من بطن أمه ، ماله على الأرض مال ، وما من مال إلا دونه يد شحيحة تحويه ، فما يزال الله يلطف بذلك الطفل حتى تعظم رغبة الله له ، ولست الذي تعطي ، بل الله تعالى الذي يعطي من يشاء ما يشاء ، فإن قلت إنما تجمع المال لشديد السلطان ، فقد أراك الله عبرا من بني أمية ، ما أغنى جمعهم من الذهب وما أعدوا من الرجال والسلاح والكراع حين أراد الله بهم ما أراد ، وإن قلت إنما تجمع المال لطلب غاية هي أجسم من الغاية التي أنت فيها ، فوالله ما فوق ما أنت عله يا أمير المؤمنين ، هل يعاقب من عصاك بأشد من القتل ؟ فقال المنصور : فكيف تصنع بالملك الذي خولك ملك الدنيا ؟ وهو لا يعاقب من عصاه بالقتل ، ولكن بالخلود في العذاب الأليم ، قد يرى ما عقد عليه قلبك ، وعملته جوارحك ، ونظر إليه بصرك ، واجترحته يداك ، ومشت إليه رجلاك ن هل يغني عنك ما شححت عليه من ملك الدنيا إذا انتزعه من يدك ودعاك إلى الحساب ؟ قال : فبكى المنصور ثم قال : ليتني لم أخلق ن ويحك كيف احتال نفسي ؟ فقال : يا أمير المؤمنين إن الناس أعلاما يفزعون إليهم في دينهم ، ويرضون بهم في دنياهم ، فاجعلهم بطانتك يرشدونك ، وشاورهم في أمرك يسددوك . قال : قد بعثت إليهم فهربوا مني . قال : خافوك أن تحملهم على طريقتك ، ولكن افتح بابك وسهل حجابك ، وانصر المظلوم ، واقمع الظالم ، وخذ الفيء والصدقات على حالها ، واقسمها بالحق والعدل على أهلها ، وأنا ضامن عنهم أن يأتوك يساعدوك على صلاح الأمة ، وجاء المؤذن فأذنوه بالصلاة ، فصلى ، وعاد إلى مجلسه وطلب الرجل فلم يوجد .

الفصل السادس : في الحث على التناصر .....

पृष्ठ 51