बज़्लुल मज्हूद फ़ी इख़्तिलाफ़ि नसारा वाल यहूद

نور الدين السالمي d. 1332 AH
47

बज़्लुल मज्हूद फ़ी इख़्तिलाफ़ि नसारा वाल यहूद

بذل المجهود في مخالفة النصارى واليهود للسالمي

शैलियों

واطلع مروان بن الحكم على صيغة له بالغوطة فأنكر منها شيئا ، فقال لوكيله : ويحك إني لأظنك تخونني ، قال : أتظن ذلك ولا تستيقنه ، قال : وتفعل ! قال : نعم والله إني لأخونك وإنك لتخون أمير المؤمنين ، وإن أمير المؤمنين ليخون الله ، فلعن الله أشر الثلاثة ، وكان مروان يومئذ عاملا لمعاوية على المدينة بينما المنصور في الطواف بالبيت العتيق ليلا إذ سمع قائلا يقول : اللهم إني أشكو إليك ظهور البغي والفساد في الأرض ، وما يحول بين الحق وأهله من الطمع ، فجزع المنصور فجلس بناحية من المسجد ، وأرسل إلى الرجل ، فصلى ركعتين ، واستلم الركن ، وأقبل مع الرسول ، فسلم عليه بالخلافة ، فقال المنصور : ما الذي سمعتك تذكر من ظهور الفساد والبغي في الأرض ، وما الذي يحول بين الحق وأهله من الطمع ، فوالله لقد حشوت مسامعي ما أمرضني ، فقال : إن أمنتني يا أمير المؤمنين أعلمتك بالأمور من أصولها ، وإلا احتجرت منك واقتصرت على نفسي فلي فيها شاغل ، قال : فأنت آمن على نفسك فقل ، فقال : يا أمير المؤمنين إن الذي دخله الطمع وحال بينه وبين ما ظهر في الأرض من الفساد والبغي لأنت ، فقال : ويحك يدخلني الطمع والصفراء والبيضاء في قبضتي ، والحلو والحامض عندي ، قال : وهل دخل أحد من الطمع ما دخلك ، إن الله استرعاك أمر عباده وأموالهم فغفلت أمورهم ، واهتممت بجمع أموالهم ، وجعلت بينك وبينهم حجابا من الجص والآجر وأبوابا من الحديد ، وحراسا معهم السلاح ، ثم سجنت نفسك عنهم فيها ، وبعثت عمالك في جبايات الأموال وجمعها ، وأمرت أن لا يدخل عليك أحد من الرجال إلا فلان وفلان ، نفرا سميتهم ، ولم تأمر باصال المظلوم ، ولا الملهوف ، ولا الجائع العاري إليك ، ولا أحد إلا وله في هذا المال حق ، فلما رأى هؤلاء النفر الذين استخلصتهم لنفسك ، وآثرتهم على رعيتك ، وأمرت أن لا يحجبوا دونك ، تجبي الأموال وتجمعها ، قالوا : قد خان الله فما لنا لا نخونه ، فأتمروا أن لا يصل إليك من علم أخبار الناس شيء إلا ما أرادوا ، ولا يخرج لك عامل إلا خونوه عندك ونفوه ، حتى تسقط منزلته عندك ، فلما انتشر ذلك عنك وعنهم ، عظمهم الناس وهابوهم وصانعوهم ، فكان أول من صانعهم عاملك بالهدايا والأموال ، ليقووا بها على ظلم رعيتك ، ثم فعل ذلك ذووا المقدرة والثروة من رعيتك لينالوا ظلم من دونهم ، فامتلأت بلاد الله بالطمع ظلما وبغيا وفسادا ، وصار هؤلاء القوم شركاؤك في سلطانك ، وأنت غافل ، فإن جاء متظلم حيل بينك وبينه ، فإن أراد رفع قصته إليك عند ظهورك ، وجدك قد نهيت عن ذلك ، وأوقفت للناس رجلا ينظر في مطالبهم ، فإن جاء ذلك المتظلم فبلغ بطانتك خبره ، سألوا صاحب المظالم أن لا يرفع مظلمته إليك ، فلا يزال المظلوم يختلف إليه ويلوذ به ، ويشكو ويستغيث وهو يدفعه ، فإذا أجهد وأخرج ، ثم ظهرت صرخ بين يديك ، فيضرب ضربا مبرحا يكون نكالا لغيره ، وأنت تنظر فما تنكر ، فما بقاء الإسلام .

पृष्ठ 50