187

ما للقصر خال من الناس؟! أيكونون نياما؟ كيف ذلك ونحن بعد العشاء بقليل؟! بيد أني لا أسمع تهويما ولا زفيرا، أم إنه لم يجعل في خدمة ابنتي أحدا من القصرين كما خبروني؟ ولكن أين ابنتي، وأين الخاسر؟ أتكون في هذا المكان (يتقدم نحو اليسار، ويستمع)

أأدخل أم أني مجازف! لا تجمل المجازفة الآن؛ إني من المقصود قاب قوسين أو أدنى، خطواتي اليوم ثمينة، فإذا أسرفت فيها أسرفت في حياة ابنتي، ويل لأبي علي لقد وعد أن يجعلني في زمرة ابن نزار، ثم هرب مني قبل صلاة العشاء، ولكني عرفت السبيل، عرفت السلم الخفية التي كان يصف مكانها لابن نزار، هداني الله إليها، ثم فتح لي بابها ليهون علي أمري، ولكن ماذا أفعل؟ لن أخرج من هذا القصر إلا قاتلا أو قتيلا، أريد أن أنتقم، أريد ابنتي (يذهب صوت الأبواب)

أتكون هنا (يتسمع)

إني لا أسمع في المكان صوتا (يصغي بإمعان)،

بل أسمع همسا، وجلبة بعيدة، ويل لأبي علي؛ هو الذي ألجأني إلى السير على غير هدى، ولكن خاب فأله سيكون المجنون أول ضارب، سأكون أول منتقم آخذ ثأري أولا، ثم ليأخذوا الثأر بعدي (يسمع صوت عود بعيد جدا)

هذا صوت عود يدنو (يلتفت صوت الباب)،

واحسرتاه! هنا عزف وددن، وفي البادية نحيب وحزن، هنا بلبل يشدو، وهناك بوم ينعب، يا الله إنهم يدنون، أين أختبئ حتى أرى وأتبين؟ أين أختبئ عن العيون؟ (يقرب الموكب بالعود والرق)

أذهب هنا؟ (يسير إلى اليسار، ثم يعود)

هنا (يدنو من الباب الأدنى الأيمن، ويفتح الباب قليلا، ويتسمع)

لا أحد (يدنو العزف، والدق ... إلخ)

अज्ञात पृष्ठ