فِي ذَلِكَ بَيْنَ الطَّلَبَةِ لِهَذَا الشَّأْنِ، وَرُبَّمَا عُنِيَ بِحِفْظِهِ بَعْضُ المَهَرَةِ مِنْ الشُّبَّانِ؛ سَلَكْتُ وَرَاءَهُ، وَاحْتَذَيْتُ حِذَاءَهُ، (وَاخْتَصَرْتُ مَا بَسَطَهُ) (١)، وَنَظَمْتُ مَا فَرَطَهُ.
وَقَدْ ذَكَرَ مِنْ أَنْوَاعِ الحَدِيثِ خَمْسَةً وَسِتِّينَ نوعا (٢)، وَتَبِعَ فِي ذَلِك الحَاكِمَ أبَا عَبْدِ اللَّهِ الحَافِظَ (٣) النَّيْسَابُورِيَّ، شَيْخَ المُحَدِّثِينَ.
وَأَنَا -بِعَوْنِ اللَّهِ- أَذْكُرُ جَمِيعَ ذَلِكَ، مَعَ مَا أُضِيفَ إِلَيْهِ مِنَ الفَوَائِدِ المُلْتَقَطَةِ مِنْ كِتَابِ الحَافِظِ الكَبِيرِ "أبِي بَكْرٍ البَيْهَقِيِّ"، المُسَمَّى بـ "المَدْخَلِ إِلَى كِتَابِ السُّنَنِ" (٤).
_________
= فهْمها، إلى أن جاءَ: الحافظُ الفقيهُ تقيُّ الدين أبو عمرو عثمان بن الصلاح بن عبد الرحمن الشَّهْرَزُوْرِي نزيل دمشق فجمع -لَمّا وَلِيَ تدريس الحديث بالمدرسة الأشرفية- كتابَهُ المشهور، فهذَّب فُنُونَهُ، وأملاه شيئًا بعد شيء؛ فلهذا لم يَحْصُل ترتيبُهُ على الوضع المتناسب، واعتنى بتصانيف الخطيب المفرَّقة، فجمع شَتاتَ مقاصِدها، وضَمَّ إليها من غيرها نُخَبَ فوائدها، فاجتمع في كتابه ما تفرق في غيره؛ فلهذا عَكَف الناسُ عليه، وساروا بسيره، فلا يُحْصَى كم ناظمٍ له ومُخْتَصِرٍ، ومستدرِكٍ عليه ومُقْتَصِرٍ، ومعارض له ومنتصرٍ". انتهى
ومما صُنِّفَ بعد "ابن حجر" من مشاهير المصنفات: "فتح المغيث" للسخاوي، و"تدريب الراوي" للسيوطي، و"توضيح الأفكار" للصنعاني، و"توجيه النظر" للجزائري، و"ظَفَر الأماني"لعبد الحي اللكنوي، و"قواعد التحديث" للقاسمي.
(١) في "ب": "واختصرت ما نظمه"، وفي "ط": "واحتظرت بسطة ما نمطه"، وفي "ع": "واختصرت بسطة ما نظمه".
(٢) زيادة من: "ب"
(٣) سقطت من "الأصل"، و"ب"، "ط"، "ع".
(٤) طبع في "أضواء السلف" بتحقيق الأعظمي في مجلد.
1 / 67