ثم دخل وحيا في طلاقة، وقام فؤاد يستقبله وهو يعاني المشقة في إزالة ما على وجهه من الوجوم.
وقالت له علية وهو يجلس: مبروك بذلتك الجديدة، إن لونها بديع ولون رباط الرقبة يناسبها.
وجلس صدقي إلى جانب علية مقابلا لفؤاد وسعيد، وقال باسما: أشكرك على تحيتك.
ثم قال لها: الحمد لله إذ لم تحدث إغارات على الإسكندرية منذ جئتم إليها، كان قدومكم إليها سعيدا.
فقالت في حماسة: هذا من حسن حظي، فلو حدثت إغارة في هذا الأسبوع لما تخلصت من لوم الجميع، ألا توافقني يا صدقي على أن حياة الريف لا تطاق؟
فقال صدقي باسما: بالتأكيد، وأظن أن سعيد يغالط نفسه.
واتجه إلى فؤاد قائلا: ألا توافق على أن الحياة هناك لا تطاق؟
فقال فؤاد في فتور: هي بغير شك شديدة على من لم يتعودها.
فقالت علية: والناس هناك، لقد سألت نفسي مرارا أهؤلاء هم مواطنونا؟
فقال فؤاد في حزن: إنه سؤال كان يخطر لي هناك في كل صباح ومساء.
अज्ञात पृष्ठ