الاربعون حديثا :65
ثم ان قول الائمة (عليهم السلام) ان «عبادتنا عبادة الاحرار» اي حبا لله ، لا طمعا بالجنة ولا خوفا من النار ، فهو من المقامات الاعتيادية بالنسبة اليهم وهو اولى درجات الولاية ، ولهم في العبادات حالات لا يمكن ان تستوعبها عقولنا ولا عقولكم .
وبهذا البيان الذي سمعت يمكن الجمع بين الحديث السابق المنقول عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وامير المؤمنين عليه السلام ، والحديث الذي ينقله زرارة ، عن ابي جعفر الأمام محمد الباقر عليه السلام وهو : حديث محمد بن يعقوب بأسناده عن ابي جعفرعليه السلام قال : «سالته عن الرجل يعمل الشيء من الخير فيراه انسان فيسره ذلك ، قال : ثم لا باس ، ما من احد الا وهو يحب ان يظهر له في الناس الخير اذا لم يكن صنع ذلك لذلك» (1) .
يعد في احد الحديثين حب المدح علامة الرياء ، ويعد في الآخر السرور بظهور الخيرات امرا لا باس به . وبكون هذا حسب اختلاف مراتب الاشخاص . وهناك وجه آخر للجمع بين الحديثين ، صرفنا النظر عنه هنا .
تتمة
اعلم ، ان السمعة وهي عبارة عن ايصال خصال النفس الى اسماع الناس لاجتذاب قلوبهم ولاجل الاشتهار ، من شجرة الرياء الخبيثة . ولهذا السبب ، ذكرناها مع الرياء في باب واحد ، ولم نعمد الى ذكر كل واحدة منهما بصورة منفصلة .
पृष्ठ 65