अराम दिमश्क और इस्राइल
آرام دمشق وإسرائيل: في التاريخ والتاريخ التوراتي
शैलियों
صعود يهوذا ونهايتها السريعة
إن حملات صارغون الثاني، التي أسفرت عن إلحاق دمشق بآشور وتدمير السامرة، قد أحدثت دمارا كبيرا شمل معظم المناطق الفلسطينية. وبشكل خاص ، فقد عاث الجيش الآشوري فسادا في المدن الواقعة إلى الغرب من مرتفعات يهوذا، بينها وبين السهل الساحلي، مثل جرار ولخيش وبيت شمش (وتدعى هذه المنطقة بمنطقة شفلح، أو التلال المنخفضة)، ولم تعد الحياة الطبيعية إلى هذه المدن إلا بعد فترة طويلة من حملات صارغون. وقد انتهز ملوك أورشليم هذه الفرصة فضموا إليها المناطق الجنوبية من حبرون إلى بئر السبع، كما ضموا مدن المناطق الغربية التي كانت تنافسهم في الماضي القريب على تسويق منتجات قرى المرتفعات. وبذلك تحولت أورشليم إلى مملكة قوية في سوريا الجنوبية، بمباركة ودعم من آشور، مكافأة لها على عمالة ملوكها وعونهم لها على دمشق والسامرة وبقية الممالك الفلسطينية. وبذلك يأتي تشكل مملكة يهوذا كناتج للمد التوسعي لمدينة أورشليم، لا كناتج لمركزية تدريجية وحدت منطقة ذات مصالح اقتصادية متبادلة، كما كان الحال في تشكل دولة السامرة. فلقد تشكلت دولة السامرة قبل أكثر من قرن ونصف القرن من تشكل دولة يهوذا، وحدث ذلك نتيجة للتقارب بين القرى الزراعية الجديدة، وتشابك مصالحها، وبحثها عن بنية سياسية قادرة على إدارة اقتصاد زراعي بلغ مرحلة النضج. فقامت بينها أسرة الملك عمري الذي بنى مدينة السامرة لتكون عاصمة لإقليم صار موحدا في اقتصادياته وملامحه الإثنية العامة. أما دولة يهوذا، فقد قامت منذ البداية ككيان مصطنع لا يجمعه إلى بعضه إلا مطامح ملوك أورشليم في السيطرة التجارية والاقتصادية على مرتفعات يهوذا، وفيما بعد على الأقاليم التي دمرتها الحروب الآشورية.
1
ويبدو أن غياب كل من مملكة دمشق وإسرائيل عن الساحة قد جعل مملكة يهوذا الحارس على طرق التجارة الدولية في فلسطين وشرقي الأردن، وصارت إلى حال من القوة والثروة جعل ملوكها يفكرون جديا بالاستقلال عن آشور، وتجيير كل المكاسب لحسابهم الخاص، يشجعهم على ذلك ملوك مصر الذين أقلقهم وصول آشور إلى حدودهم الشمالية.
شهد آحاز ملك يهوذا الاستسلام الأخير لمدينة دمشق عام 732ق.م.، وحضر شخصيا إلى المدينة للقاء تغلات فلاصر هناك، والحصول على بركته لمتابعة دوره في المنطقة (الملوك الثاني، 16: 10). ثم تابع سياسة العمالة لآشور حتى شهد أيضا دمار السامرة عام 721ق.م.، واطمأن إلى استتباب الأمور في المنطقة بما يتفق ومصالحه. بعد ذلك تخلى عن جزء كبير من صلاحياته السياسية لابنه حزقيا، الذي ارتقى عرش أورشليم بعد وفاة أبيه عام 715ق.م. وسأقدم فيما يلي ثبتا بملوك يهوذا الذين تتابعوا، من آحاز إلى صدقيا آخر ملوك يهوذا، وسنوات حكمهم؛ وذلك ليتيسر للقارئ متابعة ما سيأتي من أخبار يهوذا:
آحاز
735-715ق.م.
حزقيا
729-686ق.م.
آمون
अज्ञात पृष्ठ