بالدماغ وكثير منها بالنخاع ، أو أن يكون له طريق ومسيل متصل لذلك العضو يجري فيه ذلك الجسم ، وكانت تلك القوة خادمة له ، أو رئيسة ، مثل الفم والرئة والكلية والكبد والطحال وغير ذلك. وكلما احتاجت أو كان شأنها أن تفعل فعلا نفسانيا في غيرها ، فإنه يلزم ضرورة أن يكون بينها مسيل جسماني ، مثل فعل الدماغ في القلب.
فأول ما يتكون من الأعضاء القلب ، ثم الدماغ ثم الكبد ثم الطحال ، ثم تتبعها سائر الأعضاء. وأعضاء التوليد متأخرة الفعل من جميعها. ورئاستها في البدن يسيرة ، مثل ما يتبين من فعل الأنثيين وحفظهما الحرارة الذكرية والروح الذكري الشائعين من القلب في الحيوان الذكر الذي له أنثيان.
والقوة التي بها يكون التوليد ، منها رئيسة ومنها خادمة. والرئيسة منها في القلب ، والخادمة في أعضاء التوليد. والقوة التي يكون بها التوليد اثنتان : إحداهما تعد المادة التي يتكون عنها الحيوان الذي له تلك القوة ، والأخرى تعطي صورة ذلك النوع من الحيوان وتحرك المادة إلى أن تحصل لها تلك الصورة التي لذلك النوع . والقوة التي تعد المادة هي قوة الأنثى ، والتي تعطي الصورة هي قوة الذكر. فإن الأنثى هي أنثى بالقوة التي تعد بها المادة ، والذكر هو ذكر بالقوة التي تعطي تلك المادة صورة ذلك النوع الذي له تلك القوة. والعضو الذي يخدم القلب في أن يعطي مادة الحيوان هو الرحم ، والذي يخدمه في أن يعطي الصورة إما في الانسان وإما في غيره من
पृष्ठ 91