.. ويقول جابر بن عبد الله ﵁ يصف حج النبى ﷺ،: "فصلى رسول الله ﷺ، فى المسجد ثم ركب القصواء (١) حتى إذا استوت به ناقته على البيداء نظرت إلى مد بصرى بين يديه من راكب وماش، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك، ورسول الله ﷺ بين أظهرنا، وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شئ عملنا به.." الحديث (٢) .
... فتأمل قول الصحابى: "ورسول الله بين أظهرنا، وعليه ينزل القرآن وهو يعرف تأويله" إنه ﷺ، هو الذى علمه الله القرآن، وكل ما من شأنه أن ييسر العمل به، فعلمه تأويله، وأراه ما به يتم الدين.
_________
(١) القصواء: الناقة التى قطع طرف أذنها، ولم تكن ناقته ﷺ كذلك، وإنما كان هذا لقبًا لها. ينظر: النهاية فى غريب الحديث ٤/٦٦.
(٢) جزء من حديث طويل، أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الحج، باب حجة النبى ﷺ، ٤/٤٣١ رقم ١٢١٨.