وكثر بها هذا الشأن ، فلم تزل معمورة بالأثر والخبر إلى زمن الإمام أحمد بن حنبل ، ثم أصحابه .
وهي دار الإسناد العالي والحفظ ، [ ومنزل الخلافة والعلم ] إلى أن استؤصلت في كائنة التتار الكفرة ، فبقيت على نحو الربع .
حمص
نزلها خلق من الصحابة ، وانتشر بها الحديث في زمن التابعين ، وإلى أيام حريز بن عثمان ، وشعيب بن أبي حمزة .
ثم إسماعيل بن عياش ، وبقية ، وأبي المغيرة ، وأبي اليمان ثم أصحابهم ، ثم تناقص ذلك في المائة الربعة وتلاشى ، [ ثم عدم بالكلية ] .
الكوفة
نزلها جماعة من الصحابة ، كابن مسعود ، وعمار بن ياسر ، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم ، وخلق من الصحابة .
ثم كان بها من التابعين كعلقمة ، ومسروق ، وعبيدة ، والأسود . ثم الشعبي ، والنخعي ، والحكم بين عتيبة ، وحماد ، وأبي إسحاق ، ومنصور ، والإعمش ، وأصحابهم .
وما زال العلم بها متوفرا إلى زمن ابن عقدة ، ثم تناقص شيئا فشيئا وتلاشى ، وهي الآن دار الروافض .
البصرة
نزلها أبو موسى الأشعري , وعمران بن الحصين، وابن عباس ، وعدة من الصحابة ، وكان خاتمتهم خادم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وصويحبه أنس بن مالك رضي الله عنه.
ثم الحسن البصري ، ومحمد بن سيرين ، وأبو العالية .
ثم قتادة ، وأيوب ، وثابت البناني ، ويونس ، وابن عون .
ثم حماد بن سلمة ، وحماد بن زيد ، وأصحابهما .
وما زال بها هذا الشأن وافرا إلى رأس المائة الثالثة ، وتناقص جدا وتلاشى .
اليمن
دخلها معاذ بن جبل وأبو موسى الأشعري أصله من تهامة اليمن ، وخرج منها أئمة التابعين ، وتفرقوا في الأرض .
وكان بها جماعة من التابعين كوهب بن منبه , وأخوه قدامة بن منبه ، وطاووس ، وابنه .
ثم معمر ، وأصحابه .
ثم عبد الرزاق ، وأصحابه .
وعدم منها بعدهم الإسناد .
पृष्ठ 3