अमीरा धात हिम्मा
الأميرة ذات الهمة: أطول سيرة عربية في التاريخ
शैलियों
حتى إذا ما حط رجال الملك مانويل وجنده؛ استقبلته ذات الهمة وعبد الوهاب بجيشهما إلى حد أن شتتوا فلولهم عبر التلال والوهاد، ودون أن ينالوا الكثير من فيالق ذات الهمة المتحصنة هذه المرة داخل أسوار القسطنطينية المنيعة.
فلقد عزز من موقع الجيش العربي هذه المرة ما وقع في أيديهم من مؤن وذخائر وأسلحة حديثة، وكافة إمدادات جيش الأروام، ليعاودوا إشهارها في صدورهم بعدما تخلوا من فورهم عن الوصول إلى عاصمة الخلافة، وعادوا أدراجهم مندحرين لاستعادة القسطنطينية من أيدي ذات الهمة والأمير عبد الوهاب، لكن دون جدوى ودون إحراز تقدم يذكر.
كما ضاعف من موقع الجيش العربي ذلك الكم الهائل من المعلومات والخطط الحربية، ومشاريع تطوير الأسلحة، وإدخال مختلف التحسينات عليها، فكان أن تسلمها أبو محمد البطال وأتباعه، كما هي لم يسبق استعمالها، مازحا كعادته وهو يطلع الأمير عبد الوهاب وذات الهمة عليها وعلى أسرارها ومخترعيها وخطط تطويرها: كما هي ... لم تمس ولم تجرب! نجربها في أجسادهم - بإذن الله.
وهكذا فشل جيش الأروام بقيادة الملك مانويل في استعادة القسطنطينية؛ نتيجة لترجيح الأسلحة الجديدة والمؤن التي أصبحت في أيدي العرب.
ووصل الغيظ الجنوني بالملك مانويل إلى أقصى مداه؛ نتيجة لتخليه عن التقدم بجيوشه المدججة داخل بلاد الرافدين باتجاه عاصمة الخلافة، وعودته مسرعا لاسترداد القسطنطينية التي تسربت ضائعة أيضا من بين يديه.
وهكذا تشتتت فلول جيش الأروام أمام مطاردة عبد الوهاب لهم مشرقا ومغربا؛ فانفك تحالف الأروام البيزنطيين ودب الخلاف بينهم لسنوات طويلة، واستقر الأمر لذات الهمة والأمير عبد الوهاب في حكم القسطنطينية طويلا.
أما هارون الرشيد فعاد من فوره إلى بغداد، التي كانت قد تعاظمت شهرتها، واتسعت أحياؤها، وصخبت بكل أنواع الفنون والثقافات والقطاعات الزراعية والبساتين اليانعة على طول نهر دجلة، وبالأسواق المكدسة بمختلف السلع والبضائع العربية.
واستقبلت مواكب هارون الرشيد العائدة بالتكبير والغناء والموسيقى، ومنها ألحان إسحاق الموصلي، وموشحات الجارية التي استقدمها الموصلي للخليفة المحتضر من بلدة دمياط المصرية، وهي الجارية حسنة الصوت «خيزران»، التي اشتهرت موشحاتها وترامى صيتها:
أقول وقد ساقت من الدار نوقها
وجرى السرى من لوم بختي سوقها
अज्ञात पृष्ठ