नाजी जर्मनी: आधुनिक यूरोपीय इतिहास का एक अध्ययन (1939-1945)
ألمانيا النازية: دراسة في التاريخ الأوروبي المعاصر (١٩٣٩–١٩٤٥)
शैलियों
وكان عدد الصحف السرية التي يملكها هذا الاتحاد ثلاثة، وأهمها: صحيفة
De Freie letzeburger
جريدة المعارضة الوطنية، وكانت تعلن عن أخبارها أنها مستقاة من لندن وموسكو ونيويورك، التي تتصل بها جميعا عن طريق الراديو. وقد حاول الألمان منع وصول الأخبار إليها بقطع التيار الكهربائي في أوقات الإذاعة البريطانية من لندن، ولكن هذه المحاولة أخفقت؛ لأن الجريدة سرعان ما أحضرت أجهزة للراديو من ذوات البطاريات، كما أنه كان من الميسور على محرريها الانتقال إلى الأرض الفرنسية المجاورة والاستماع منها إلى الإذاعة الأجنبية. أما أقطاب هذا «الاتحاد الوطني» فقد مات ثلاثة منهم، أعدم الجستابو اثنين وانتحر الثالث بعد أن قتل برصاص مسدسه ثلاثة من الجستابو الذين هاجموه للقبض عليه، ثم استطاع رابع هو «جون فرسل
John Vercel » الفرار من لندن. •••
وفي «تشيكوسلوفاكيا» عرفت الصحف السرية، قبل أن يجتاح الألمان هذه البلاد بشهرين على الأقل، أي منذ أن تلبد الأفق السياسي في أوروبا بالغيوم، وقلق التشيك على مصير وطنهم، فتألفت من بينهم الجمعيات الوطنية التي أزعجها مسلك الدكتاتوريين النازي والفاشي، وصار أعضاؤها يفكرون في طرق الخلاص من الأخطار التي توقعوا إحداقها بهم، ومن هؤلاء أنصار الديمقراطية الذين ظلت ثقتهم كاملة بزعيم هذه الدولة الحديثة، الدكتور بنيش
Benés ، وكان من بين هؤلاء الديمقراطيين رجل قدر له أن يلعب دورا خطيرا في تاريخ الدعاية الخفية في تشيكوسلوفاكيا هو «يوسف سكالدا
Joseph Skalda »، وكان «سكالدا» من الوطنيين المتحمسين الذين جذبوا إليهم القلوب والتف حولهم الأنصار، حر الرأي صادق العزيمة، ظل في أثناء الأزمة التشيكوسلوفاكية المعروفة «سبتمبر 1938-مارس 1939» يتردد على المنتديات والمقاهي وكانت في براج، وفي أكثر بلدان البلقان بمثابة «الصالونات» القديمة التي كان يقصدها أصحاب الفكر والرأي، يتباحثون ويتناقشون في شتى الموضوعات الأدبية والاجتماعية والسياسية.
وحدث ذات مساء أن اجتمع بيوسف سكالدا، في مقهى من هذه المقاهي، رجل من الوطنيين، لم تكن له به أية معرفة سابقة، ودار الحديث بينهما في هذا الاجتماع بشأن إصدار صحيفة سرية، واختار الاثنان لهذه الجريدة الجديدة اسم
V-Boj
ومعناها: «هيا إلى السلاح!» ومنذ وافق «سكالدا» على ذلك، انكب على عمله الجديد بهمة لا تعرف الكلال حتى استطاع أن يخرج العدد الأول من صحيفته السرية قبل نشوب الحرب، واحتلال الألمان البلاد لمدة شهرين، وكان هذا العدد يتألف من عشرين صفحة، نشرت فيها البحوث التي تروج لآراء أصحابها الديمقراطية، أكثر من عنايتها بنشر الأنباء، ثم ذاعت ذيوعا كبيرا حتى صار لها وكلاء يتولون توزيعها في كل مدينة وقرية تقريبا. ومع هذا لم تتعرض الحكومة القائمة الوطنية وقتذاك لهذه الجريدة بشيء، وصار الناس يتداولونها علنا. ولذلك لم يكد الألمان يحتلون تشيكوسلوفاكيا ويضعون بوهيميا ومورافيا تحت حماية الريخ الثالث حتى نقلت
अज्ञात पृष्ठ