الموضع القرآني [٢٥]
تمكين الله تعالى لنا في الأرض
امتنَّ الله ﵎ على الناس في هاتين الآيتين بأن مكَّن لهم في الأرض، فعليها نبني مساكننا، ونتَّخذ من سهولها جنات وبساتين، ونستفيد من نباتها وحيواناتها وأسماكها وطيورها، ونتَّخذ من ذلك كله معايش، أي: ما يمكننا من المعيشة. . . في الحياة الدنيا، ﴿وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ﴾ [الأعراف: ١٠].
وتمكين الله تعالى لنا في الأرض بأن جعل الأرض صالحةً لحياتنا، وأوجد فيها ما يقيم حياتنا، وأقدرنا على السَّعي فيها، والاستفادة من خيراتها، وقوله تعالى: ﴿قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ﴾ أي: قليلًا ما تشكرونه على ما أنعم به عليكم.
وامتنَّ الله علينا بأنَّه خلقنا بخلق أبينا آدم ﵇ من تراب، ثمَّ صوره بعد ذلك، وبعد أن خلق آدم وصوَّره نفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ﴾ [الأعراف: ١١] وخلق الله تعالى سبحانه كلَّ واحد منَّا في رحم أمه، ثمَّ صوَّره فيه، ولذا فإنَّ من أسمائه سبحانه المصور.
* * *