77

فقالوا له: بل تلقي عليه قفلا كما فعل آباؤك [فأبى](1) وكان مهيبا ففتحه، فلم ير فيه إلا مائدة سليمان بن داود عليه السلام وتابوتا مقفلا ففتحه فوجد فيه رقا وفي جانب التابوت صور فرسان العرب بأصباغ، فأمر بنشر ذلك الرق، فإذا فيه إذا فتح هذا البيت والتابوت المقفلان بالحكمة دخل القوم الذين صورهم في التابوت (جزيرة الأندلس) وذهب ملك اليونان، فندم لذريق، وتحقق ذلك، ثم سمع بوصول طارق بن شهاب.

قالوا: وحين التقوا وقد تقلد أصحاب طارق السيوف، وبإيديهم القسي العربية، واعتقلوا الرماح، وعليهم الزرد، وفوق رؤسهم العمائم والبيض أقسم لذريق أنها الصور التي رآها في بيت الحكمة.

ومن ملوك اليونان:

الإسكندر

وهو ذو القرنين الذي قتل الملوك واستولى على الممالك، وذكر في [شرح](2) رسالة ابن زيدون أنه غير ذي القرنين المذكور في القرآن، حيث قال في سيرة الإسكندر هذا ما لفظه: وأما الإسكندر فقيل(3): ابن الصعب، وقيل: ابن قلنس، وسمي ذا القرنين تشبيها بذي القرنين المذكور في الكتاب العزيز لبلوغ ملكه قرني الشمس من المشرق والمغرب، وهو صاحب أرسطاطاليس الحكيم كان أبوه قد أسلمه إليه، فأقام عنده خمس سنين يتعلم عند الأدب والحكمة، فنال منه ما لم ينله أحد من تلامذته، ومرض أبوه فخاف على الملك فاسترده(4) وعهد إليه، وهو الذي قتل دارا الأصغر بن دار الأكبر بن أزدشير أحد ملوك الفرس العظماء المشهورين، وكانت له قطيعة على أبي الإسكندر في كل سنة ألف بيضة من الذهب الأحمر في كل بيضة ألف مثقال على عادة آبائهم، فلما ملك الإسكندر أخر إرسال القطيعة فكتب إليه دارا يتهدده، وبعث إليه بكرة وصولجان وخرقة فيها سمسم، وقال: أنت صبي فالعب بهذه الكرة، فإن أديت الأتاوة وإلا بعثت إليك بجنود عدد(5) هذا السمسم.

पृष्ठ 73