[ALAL0]
اللألئ المضيئة
في أخبار أئمة الزيدية ومعتضدي العترة الزكية ومن عارضهم من متغلبي الفرق الغوية ونكت من أخبار ملوك الجاهلية ومن عرض ذكره من سائر البرية
تأليف
السيد العلامة الحبر القدوة الفهامة علامة اليمن المجتهد في كل فن شمس الدين أحمد بن محمد بن صلاح الشرفي بل الله بوابل الرحمة ثراه وجعل الجنة مصيره ومأواه وأعاد علينا من بركته آمين.
الجزء الأول بسم الله الرحمن الرحيم
पृष्ठ 1
رب يسر وأعن يا كريم(1)
الحمد لله رب العالمين ومالك يوم الدين، فاطر(2) المخلوقين ومبتدع(3) السماوات والأرضين، ومن أسكنهما من الملائكة والإنس والجن أجمعين، ذي الجلال والإكرام، والالآ الجسام، والعظمة والسلطان، والقدرة والبرهان، الذي تفرد [بالقدرة](4) بالبقاء واختص بأسنى المحامد والثناء، وارتدى العزة والكبرياء وقهر المخلوقين بالفناء، الذي خلق عباده للتفضل عليهم بالنعم الكثيرة والمنن الخطيرة وأمرهم أن يشكروه وأن يعبدوه ولا يعصوه، فقال عز من قائل: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين}[الذاريات:56-58] وجعل سبحانه هذه الدار الفانية إلى الحياة الأبدية سبيلا، وإلى الآخرة الباقية والنعيم السرمد طريقا، ودلهم فيها على ما فيه ظفرهم وفوزهم، ومن عظيم الهلكة أمنهم ونجاتهم، وامتحنهم فيها بصنوف من الإمتحان، وظروب من الزيادة والنقصان ليضاعف لهم الثواب ويرفع لهم الدرجات في يوم المآب، وعرفهم سبحانه أن هذه الدنيا ليست لهم بدار، ولا منزل جنة وقرار، وأنها سريعة الزوال وشيكة التغير والإنتقال، فقال عز من قائل: {واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا}[الكهف:45] وقال تبارك وتعالى {اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}[الحديد:20].
पृष्ठ 2
أحمده على ما أنعم حمدا كثيرا طيبا يصعد أوله ولا ينفد آخره، واشهد أن لا إله إلا الله وحده شهادة يوافق فيها السر الإعلان، والقلب اللسان، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله أرسله بشيرا ونذيرا، وداعيا إليه بإذنه وسراجا منيرا، حين درست الأعلام، وعطلت الأحكام، وعظمت الآثام، وعبد غير المعبود، وكثر عن دين الله الصدود، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الغمة، وأحيا الحق، وأمات الشرك، فأنارت سبل الهدى، وزهرت مصابيح التقوى، وصارت كلمة الله هي العليا، صلى الله عليه صلاة تزيده شرفا إلى شرفه، وفضلا إلى فضله، صلاة يعم نفعها وتشمل بركتها، وعلى أخيه ووصيه وابن عمه ووليه المخلوق من نوره، والمشارك له في جوهره، والسابق إلى قبول دعوته وملته، والذي أوجب الله ولايته على جميع بريته، حيث يقول عز وعلا: {ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}[المائدة:67] ولم يستجز صلى الله عليه أن يخطو خطوة، حتى نوه بذكره وشال بضبعه وقال فيه: ((من كنت مولاه فعلي مولاه ومن كنت وليه فهذا علي وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصرمن نصره، واخذل من خذله))(1) المردي لعمرو والفاتح لخيبر، والمجدل لصناديد المشركين من العرب والعجم، والمفرج عن وجه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله الكرب، والمخصوص يوم أحد بالنداء من السماء بأمر العلي الأعلى ((لا سيف إلا ذو الفقار ولافتى إلا علي)) وعلى زوجته(2) سيدة النساء، وخامسة أهل الكساء، وعلى ولديهما ابني الرسول المختصين بولادة(3) البتول، بشهادة النبي صلى الله عليه وعلى آله حيث يقول: ((كل بني أنثى ينتمون إلى أبيهم إلا ابني فاطمة فأنا أبوهما [ص2])) وعصبتهما وعلى سائر آئمة الهدى، ومصابيح الدجى، من عترة النبي المصطفى، الذين هم كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى، وسلم تسليما، ومجد وعظم تعظيما آمين.
وبعد:
पृष्ठ 4
فإني رأيت أن أجمع لي ولإخواني من المؤمنين جملا من سير [الأنبياء](1) المرسلين وغير المرسلين، وذكر طرف من أخبار الصالحين مختصرا، ومن سير الأئمة الهادين وأخبار الماضين، وكنت قد وقفت على كتاب (اللواحق الندية للحدائق الوردية) للفقيه العلامة بدر الدين محمد بن علي الزحيف رحمه الله فوجدته في ذلك كتابا جليلا مفيدا في شرح البسامة موضحا لما أقفله وأشار إليه النسابة العلامة صارم الدين إبراهيم بن محمد رحمه الله خلا أنه لم ينسق فيه ذكر المعارضين، ولا تاريخ دولتهم حينا بعد حين، فالتقطت[منه](2) ما لابد من ذكره في صناعة التاريخ من ذكر النسب والوفاة والزمان، والشيء النزر من الوصف الهادي للحيران(3)، وجعلته كالشرح للبسامة، وأضفت إلى ذلك نبذا من سير المعارضين المتقحمين سبل العدوان والطغيان، ونسقت ذلك على ترتيب قيامهم ودولتهم لما في ذلك من الفائدة العظيمة لأولي النهى، فيميز به الناظر بعين البصيرة بين أئمة الهدى وأئمة الردى، ويعتبر به أولو الألباب في متاع هذه الحياة الدنيا، وأنه لا يغتر به وينافس عليه إلا من رفض نور هدايته، وتخبط في مهاوي ظلم غوايته، وأنه كما وصف الله سبحانه وتعالى:{إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون}[يونس:24] فأرجو إن شاء الله تعالى أن يكون لي وإن كان الفضل للمتقدم سببا في إحراز نصيب من الأجر يرتجى في تخفيف ما قد أبهض الظهر من ثقل الأوزار وعبئ الآصار، وما أطلقته فيه من سيرة أئمة الهدى فهو من الشرح المذكور ومن (الشافي) غالبا، ومن سيرهم التي وقفت عليها، وما أطلقته في سيرة أئمة الردى فهو من (المروج) لأبي لحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي غالبا، وقد انقل من غيرهما في الفريقين وأعزوه في الأغلب إلى أصله لتكون العهدة على صاحبه، ولم آل جهدا في تحري الصحة من أمهاته، وإن كان الإختلاف في ذلك كالأمر الملجئ إليه فيأخذ العاقل ما اتضح له ويقف عما التبس عليه، وسميته اللآلي المضيئة الملتقطه من اللواحق الندية في أخبار أئمة الزيدية ومعتضدي العترة الزكية ومن عارضهم من متغلبي الفرق الغوية، ونكت من أخبار ملوك الجاهلية، وغيرهم ممن عرض ذكره من سائر البرية.
पृष्ठ 5
واعلم أن الزحيف رحمه الله تعالى قال في خطبة كتابه ما لفظه: إن أكثر الذي جمعته فيه من قوله، وكان أول خطب بين أمته إلى أن بلغت به سيرة المنصور بالله عليه السلام منقول من كتاب (الشافي) للمنصور بالله عبد الله بن حمزة [عليه السلام](1)، وهو كتاب كبير أربعة أجزاء، احتوى الجزء الأول منها على ذكر أهل البيت عليهم السلام وذكر من عارضهم من بني أمية وبني العباس إلى وقت المنصور، والسبب في ذلك أن فقيها في عصره من شافعية اليمن يعرف بأبي القبائل ويسمى عبد الرحمن بن منصور الأشعري الشافعي، أنشأ رسالة سماها (الخارقة) قدح فيها على المنصور وسائر الزيدية، وقال: إنه يتولى الأولين منهم دون الآخرين، لأنهم كما زعم(2) خالفوا اسلافهم في العقائد في أمور الصحابة، وقال: إن الزيدية لا معرفة لهم بطرق رواية الحديث [ص 3]، وقال: إنه يأتم بأئمة بني العباس ونحوهم من بني أمية دون أئمة أهل البيت عليهم السلام، فاحتاج المنصور بالله عليه السلام أن يذكر من تغلب على الملك من وقت معاوية بن أبي سفيان إلى وقت هذا الشافعي، فحقق له المنصور بالله معائيبهم وخروج أكثرهم عن حدود الدين فضلا عن أن يتسموا بأمرة المؤمنين، وكذلك ذكر أحوال من في عصرهم من أقمار العترة الأطهار، وكان المنصور عليه السلام كلما فرغ من المتعارضين من الفريقين قال: فما تقول يافقيه الخارقة؟ حلقتك الحالقة، فكان هذا النبز لاصقا بهذا الفقيه لأجل القال الذي خرج من فيه، وقال (ص بالله) عليه السلام في أول الجزء الثاني من (الشافي): أما بعد فإنا لما وقفنا على رسالة فقيه القدرية الجبرية الغوية التي صدرها باسم (الخارقة) لأستاذ القدرية المارقة، زاعما أن من خالفه من أهل العدل والتوحيد هم القدرية، دعانا ذلك إلى ذكر فصل في ذكر القدرية من هم ومن هو أحق بهذه التسمية ومعناها؟ إذ قد صح عند الجميع ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((القدرية مجوس هذه الأمة)) ثم ذكر الفصل وأجاب على صاحب الخارقة في مسائل الإمامة وغيرها، قال الزحيف: وما كان في شرح المنظومة [من](1) بعد المنصور بالله عليه السلام فإني نقلته من مضان الصحة، وقد عزوته في الأغلب إلى مكانه فليكن خاطر الواقف على نقل هذا طيبا. انتهى.
هذا والله أسأل، وبنبيه أتوسل، أن يجعل لي فيما جمعته نصيبا من رحمته وحظا وافرا من مثوبته إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير.
पृष्ठ 7
مقدمة
ينبغي أن نذكر هنا نسب الناظم للقصيدة وطرفا من أحواله ووفاته وموضع قبره فنقول:
पृष्ठ 8
أما نسبه: فهو السيد العالم الكبير صارم الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن الهادي بن إبراهيم بن علي بن المرتضى بن المفضل بن محمد وهو العفيف، -وكان العفيف هذا من أعيان العترة كما سيأتي إن شاء الله تعالى- بن المفضل بن الحجاج بن علي بن يحيى بن القاسم بن يوسف الداعي بن يحيى المنصور بن أحمد الناصر بن يحيى الهادي إلى الحق عليه السلام، وكان هذا السيد من عيون العترة عليهم السلام وأعلامهم وفضلائهم في أوانه، وهو وأهل بيته أهل علم غزير ومصنفات ودواوين أشعار مشهورة، ومراتب عند رؤساء العترة(1) عليهم السلام عالية، فمن مصنفاته كتاب (الفصول اللؤلؤية) في أصول الفقه وهو كتاب جليل القدر جمع فيه أقوال العترة الكرام وبين مذاهبهم في أصول الفقه، وكتاب (الهداية) في الفقه، وهو أيضا كتاب نفيس، وله في علوم الحديث كتاب عظيم وغير ذلك، وكان وقع بينه وبين الناصر صاحب صنعاء في زمانه وحشة، فانتقل السيد [رحمه الله](2) وبعض أهله إلى (صعدة) وتجرع في آخر عمره غصصا كثيرة، بعدما كان في نفسه وأهله في نعم غزيرة، وراحة طويلة، وكان(3) وفاته رحمه الله تعالى في شهر جمادى الآخرة من سنة أربع عشرة وتسعمائة، وعمره حول الثمانين سنة، وقبر(4) في يماني صنعاء رأس خزيمة من جهة المشرق، وهو الموضع المسمى ب(الروثة) يستقبل من فيها ما بين صومعتي جامع صنعاء، ويختار ذلك الموضع للدفن لاختيار القبلة؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله عين القبلة لمعاذ بن جبل حين أمره بعمارة [مسجد](5) الجامع هكذا ذكروه، وكان والده محمد بن عبد الله من اعيان السادة في زمانه وكبرائهم، وأهل الرئاسة فيهم، له معرفة تامة في جميع العلوم، قرأ على السيد الإمام العلامة فخر الدين عبد الله بن يحيى الحسيني بمسجد نصير وغيره، وتوفي ولده الهادي بن إبراهيم غرة سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة سنة وقبر(1) في تعز عند قبر الإمام إبراهيم بن تاج الدين عليه السلام و[وكان هذا السيد من العلماء الأعيان، قرأ على الإمام شرف الدين عليه السلام و] (2) السيد العلامة أحمد بن علي صاحب قبة مدوم، والسيد العلامة عبد الله بن قاسم العلوي وغيرهم، وتوفي ولده الثاني وهو أحمد بن إبراهيم سنة ست عشرة وتسعمائة سنة ببلاد بني طاهر لأنه كان هو وصنوه الهادي ممن أخرجهم بنو طاهر من صنعاء، وكان أحمد هذا من أعضاد الإمام المنصور بالله محمد بن علي السراجي عليه السلام فأما أخوهما محمد بن إبراهيم فتوفي قبل أبيه ب(صنعاء) أصابه حجر من حجارة المدفع التي جاء بها عامر بن عبد الوهاب على صنعاء.
पृष्ठ 9
قال السيد رحمه الله:
الدهر ذو عبر عظمى وذو غير ... وصرفه شامل للبدو والحضر
عبر وغير والأولى بعين مهملة جمع عبرة بمعنى الاعتبار، والثاني بغين معجمة من التغيير والتبدل، والدهر هو الزمان، وقد جاء في الأخير الذي هو بالمعجمة أنه قد تبرا دية الدية نفسها كما جاء في الحديث في رواية أبي داود والترمذي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حكم بالدية على محلم بن حثامة وقد قتل الأشجعي مسلما في حديث طويل قال فيه: وهي أول غير شرعت في الأسلام.
قال السيد رحمه الله تعالى:
وخطبه معضل للناس عن كمل .... وحكمه في الورى أمضى من القدر
وجده عند أرباب النهى لعب .... وغاية الطول منه غاية القصر
ومرهفات مواضيه مناجزة .... وسمره شانها التفريق للسمر
السمر بالفتح للميم هو الحديث بالليل وقد سمر يسمر وهو سامر، والسامر أيضا السمار، وهم القوم يسمرون كما يقال للحاج حجاج.
قال السيد رحمه الله:
وخيله مضمرات في أعنتها .... شعث النواصي سراع الورد والصدر
وبأسه ماله رد لشدته .... وكأسه داير بالحلف والصبر
पृष्ठ 9
أخنى على الفرس واليونان قبلهم .... والروم والترك والسودان والخزر لما كان المقصود من هذا الكتاب معرفة حوادث الزمان وأحوال الماضين حسن أن نذكر جملة من أخبار الأنبياء عليهم السلام وغيرهم من المتقدمين وإن لم يذكرهم السيد رحمه الله.
ثم نذكر إنشاء الله شرح ما ذكره السيد رحمه الله بقوله: أخنى على الفرس واليونان... البيت، فنقول: اعتمادا على ما حكاه القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القظاعي في تاريخه، وعلى ما رواه أبو محمد عبد الملك بن هشام، عن أسد بن موسى، عن أبي إدريس بن سنان، عن جده لأمه وهب بن منبه.
آدم عليه السلام
هو أبو البشر، خلقه الله من طين، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وأسكنه جنته، واختلف في الشجرة التي نهاه عن أكلها فقيل: السنبلة، وقيل: التينة، وقيل: العنبة، وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ((خلق الله آدم يوم الجمعة، وأخرجه فيه من الجنة، وأهبطه فيه إلى الأرض، وتاب الله عليه فيه، وقبضه فيه، وفيه تقوم الساعة)).
قالوا: أهبط آدم إلى الهند، وحواء إلى جدة، فاجتمعا بمكان المشعر الحرام فازدلفت إليه فلذلك سميت (المزدلفة)، وتعارفا بعرفات فلذالك سميت (عرفات)، واجتمعا بجمع فلذلك سميت بجمع، وقيل: أهبط بجبل يقال له ثور، وقيل: بسرنديب(1)، وإبليس بمسيان(2)، وقيل: بالأثلة، والحية بالبرية(3).
وعن ابن إسحاق: أهبط آدم وحواء على جبل بالهند يقال له واشم عند واد يقال له: بهيل، بين الدهيج والمندل بلدين بأرض الهند ومعه ورق من ورق الجنة فنبتت(4) هناك فمنه أصل الطيب بالهند.
पृष्ठ 10
قلت: والحق أن جنة آدم -عليه السلام كانت في الأرض بدليل قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة }[البقرة:30]، وهذا نص صريح أنه كان في الأرض، ولا دليل على إطلاعه إلى السماء.
وأما قوله تعالى:{قال اهبطا منها جميعا}[طه:123] فكقوله {اهبطوا مصرا}[البقرة:61]، وولد لآدم عليه السلام- ولدان في بطنين وهما هابيل وقابيل، فقتل قابيل هابيل لما كان من تقبل قربان هابيل، وكان هابيل أول قتيل في الأرض من بني آدم، ثم ولد لآدم شيث بعد قتل هابيل بخمس سنين وكان جميع من ولد لآدم أربعين ولدا في عشرين بطنا فمنهم عشرون ذكرا ومنهم عشرون أنثى، وأنزل الله تعالى على آدم [عليه السلام](1) عشر صحائف، وعن وهب: صحيفتين صحيفة في الجنة وصحيفة على جبل لبنان، ومات وعمره ألف سنة، وقيل: إلا سبعين، وقيل ثمانمائة سنة، ودفن في أبي قبيس بمكة، ثم أخرجه نوح[عليه السلام](2) زمن الطوفان وحمله في تابوت في السفينة، ثم أعاده إلى مكانه وقيل إلى مكان آخر، والله أعلم.
شيث بن آدم عليه السلام
هو وصي أبيه وولي عهده وهو الذي ولد النبيين كلهم، وبنى الكعبة بالطين والحجارة وكانت خيمة وضعها الله لآدم عليه السلام من الجنة، وأنزلت على شيث خمسون صحيفة، ومات وله سبعمائة واثنتي عشرة سنة، ودفن في غار أبي قبيس مع أبو يه، وكان القائم بالأمور بعده إبنه(3) أنوش وعاش تسعمائة وخمسا(4) وستين سنة، [ثم قام بعده ابنه قينان وعاش سبعمائة سنة وعشر سنين](5) ثم قام بعده ابنه مهلائيل، وعاش ثمانمائة سنة وخمسا(6) وتسعين سنة وهو أول من بنى المدن واستخرج المعادن، وبنى مدينة بابل ومدينة السوس، وكانتا أول ما بني على وجه الأرض، وكان القائم بعده بوصيته ابنه اليارد(7) وعاش تسعمائة واثنتين وستين سنة، وفي زمانه عملت الأصنام، ورجع من رجع عن الإسلام، وكل هؤلاء ولدوا في حياة آدم عليه السلام.
पृष्ठ 11
إدريس عليه السلام
هو حنوخ ويقال: أحنوخ أوله حاء مهملة(1) ابن يرد، وكان أول بني آدم أعطي النبوة وخط بالقلم فيما ذكر ابن إسحاق، وأول من خاط الثياب ولبسها، وكان الناس قبل ذلك يلبسون الجلود، وهو أول من جاهد في سبيل الله وأول من سبى [من](2) بني قابيل، كذا قاله القضاعي، والله أعلم.
قال: وكان ذلك في حياة آدم، وأنزلت عليه ثلاثون صحيفة، ورفع إلى السماء وله ثلاثمائة وخمس وستون سنة، ويقال: إنه قبضت روحه في السماء الرابعة، وولد له متوشلح وله خمس وستون سنة، وولد لمتوشلح لمك وله مائة وسبع وثمانون سنة [وكانت ولادة متوشلح للمك في حياة آدم، كذا قاله القضاعي، وولد للمك(3) نوح وله مائة وسبع وثمانون سنة](4) ومات متوشلح وله تسعمائة وتسع عشرة سنة، ومات لمك وله سبعمائة وثنتان وثمانون سنة.
نوح عليه السلام
ولد بعد وفاة آدم عليه السلام بمائة سنة وعشرين سنة، روي عن ابن عباس: أن نوحا بعث وله أربعمائة سنة وثمانون سنة، وأقام يدعو قومه مائة وعشرين سنة، وركب الفلك وله ستمائة(5) سنة وأقام بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة.
وقال غيره: بعث وله خمسون سنة ومات وله ألف سنة، وقيل غير ذلك، واختلف في عدة من ركب معه في السفينة.
فعن ابن عباس: ثمانون رجلا يعني نفسه، وبنيه ثلاثة سام وحام ويافث، وكناته(6) ثلاثة وسبعون رجلا من ولد شيث آمنوا به.
وعن وهب بن منبه: إن نوحا دخل الفلك هو وأولاده الثلاثة سام وحام ويافث ونساؤهم وأربعون رجلا وأربعون إمراءة، وقيل: كانوا ثمانية وسبعين نفسا نصفهم إناث ونصفهم ذكور، منهم أولاد نوح.
وعن محمد ابن إسحاق: كانو عشرة، خمسة رجال وخمس نسوة، وقيل غير ذلك.
وعن وهب: إن نوحا قرب قربانا، وصام شهر رمضان، وهو أول من صامه.
पृष्ठ 12
وعن وهب: استقلت السفينة بهم في عشر ليال خلون من شهر رجب [ص6] ومكثت في الماء مائة وخمسين يوما، ثم استقرت على الجودي وهو جبل مشهور، وخرج إلى الأرض في اليوم العاشر من المحرم، والناس كلهم من نسل نوح عليه السلام.
وروي عن عمر بن الخطاب أنه قال لكعب الأحبار: لأي ابني آدم كان النسل.
فقال: ليس لواحد منهما نسل.
أما المقتول فدرج، وأما القاتل فهلك نسله في الطوفان، والناس من بني نوح ، ونوح من بني شيث بن آدم
سام بن نوح عليه السلام
هو سام، وولده يسكنون وسط الأرض الحرم وما حوله إلى (اليمن) وإلى (عمان) وإلى (المغرب)، والأنبياء كلهم عربيهم وعجميهم من ولده، واليمن كلهم من ولده، و(عاد) و(ثمود) و(طسم) و(جديس) و(الفرس) من ولده، ومات وعمره ستمائة سنة، وكان هو الأوسط، ويافث أسن منه، وإنما قدم لأن الأنبياء من نسله، وولد له إرم، وأسود، وأرفخشذ، وعويلم، ولاوذ.
حام بن نوح عليه السلام
روى القضاعي عن وهب: إنه كان أبيض حسن اللون والصورة فغير الله مابه وذريته لدعوة نوح عليه السلام، والله أعلم.
فالسودان كلهم على اختلاف أجناسهم من ولده، وكان له من غربي النيل إلى ما ورآءه من منخر الدبور.
عن وهب: إن حام بن نوح ولد [له](1) ثلاثة: كوس بن حام، وكنعان بن حام، وفوط بن حام، فأما فوط فسار حتى نزل أرض (الهند) و(السند)، وأهلهما من ولده، وأما كوس ، وكنعان فأجناس (السودان) و(النوبة) و(الزنج)، و(الفرات) و(الرعادة) و(الحبشة) و(القبط) و(البربر) من أولادهما.
وروي عن ابن عباس أن (السودان) تلو (القبط) وما ورآها، و(البربر)، و(الأندلس)، و(السند)، و(الهند) ولد حام بن نوح، وأن العرب وأهل السواد، و(فارس)، وأهل (الأهواز)، وأهل (الجزيرة) و(الموصل) ولد سام، و(الترك) و(بابل) و(خراسان) و(الصين) ويأجوج ومأجوج ولد يافث بن نوح.
पृष्ठ 13
يافث بن نوح عليه السلام
كان يسكن يافث وولده أرض (الروم) و(الصقالية) و(برحان) و(الأسنان) وهم أهل (الأندلس) و(الجلالقة) و(الملاقطة) و(الترك) و(الجزر) وياجوج وماجوج واليونانيون كلهم من ولده، وقيل أن يونان هو ولد شيث، والله اعلم.
هود عليه السلام
زعم بعضهم هو عابر(1) بن شالخ بن إرفخشذ بن سام بن نوح، وزعم آخرون هو هود بن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، بعثه الله إلى حي من ولد إرم بن سام وهم عاد بن عوص وهم عاد الأولى فكذبوه، فأهلكهم الله بالريح العقيم وهي التي لا تلقح الشجر، ولما هلكوا بعث الله طيرا أسود فنقلهم إلى البحر: {فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم}[الأحقاف:25]، وكانت مساكنهم (الشحر) بين (عمان) و(حضرموت)، وكان هود أشبه ولد آدم بآدم عليه السلام ومات وله مائة وخمسون سنة، وقبره ب(حضرموت)، وقيل: بل لحق ب(مكة) بعد هلاك قومه، ومات بها، والله أعلم.
पृष्ठ 14
صالح عليه السلام
قال القضاعي: وهو صالح بن عبيد بن أسف بن ماشح بن عبيد بن خاتر بن ثمود بن خاتر [بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام وقيل غيرذلك، بعثه الله إلى حيه وهم ثمود بن خاتر بن إرم](1)، وكانت مساكنهم (الحجر) بين وادي القرى و(الشام)، وأخرج الله له الناقة من هضبة من الأرض، ثم تمخضت فولدت فصيلا وكانوا يحلبون منها ريهم وتشرب في ذلك اليوم جميع مياههم، ويشربون هم في اليوم الثاني [الماء](2) ولا تأتيهم، فاجتمع تسعة من شرار قومه على عقرها وخرجوا إليها فعقرها رجل منهم يقال له: قذار بن سالف [من](3) أحمر أزرق، فأوعدهم الله تعالى بالعذاب بعد ثلاث فأصبحو في اليوم الأول وكان يوم الخميس ووجوههم مصفرة، وأصبحوا في اليوم الثاني ووجوههم محمرة، وأصبحوا في اليوم الثالث ووجوههم مسودة، وصبحهم العذاب يوم الأحد أتتهم صيحة من السماء فماتوا كلهم، ولحق صالح ومن معه بمكة، ومات بها وله ثماني وخمسون سنة، وقيل: إن قبورهم بين دار الندوة والحجر، وقيل: إن عمر صالح ثلاثمائة سنة إلا عشرين سنة، والله أعلم.
إبراهيم [خليل الرحمن](4) عليه السلام
هو إبراهيم بن تارح وهو (آزر).
وعن وهب: إبراهيم بن آزر بن ناحور بن ساروغ (ويقال سروع) بن أرعوا(5) بن فالغ بن عابر، وهو هود عليه السلام وولد عليه السلام ب(بابل)، وقيل: بناحية كوثي، وقيل: ب(نجران) ونقله أبوه إلى (بابل)، وكان مولده في زمن نمرود بن كوش(6) بن سام، ويقال: نمروذ بن كنعان، وكان له ملك المشارق والمغارب.
عن وهب: وهو الذي حاج إبراهيم في ربه، وهو أول من تجبر وقهر وغضب وسن سننن، وأول من لبس التاج، ووضع أمر النجوم، وعمل به وأهلكه الله تتعالى ببعوضة دخلت في خياشمه فعذب بها أربعين سنة ثم مات.
पृष्ठ 15
وعن وهب أيضا: ملك الأرض مؤمنان وكافران فأما المؤمنان فسليمان بن داود، وذو القرنين، وأما الكافران فنمروذ وبخت نصر، وسيملكها من هذه الأمة خامس. انتهى.
ولما بلغ إبراهيم ثلاثين سنة ألقاه نمرود في النار، فنجاه الله بعد أن حبسه ثلاثة عشر سنة.
وعن وهب لما أنجى الله إبراهيم من النار خرج من أرض (بابل) إلى الأرض المقدسة ومعه سارة وابن عمه لوط، وكان آمن له في رهط من قومه فاتبعوه حتى وردوا (حران)(1) فأقاموا بها زمانا ثم خرجوا إلى الأردن فدفعوا إلى مدينة فيها جبار من جبابرة القبط، يقال له: صادوف وهو الذي عرض له في سارة حتى منعها الله منه، ووهب لسارة هاجر أم إسماعيل، وكانت قبطية.
قال وهب: وخرج ذلك الجبار من تلك المدينة وأورثها الله إبراهيم عليه السلام فأثرا بها وأنمى الله ماله فقاسم لوطا فأعطاه نصفه انتهى.
पृष्ठ 16
وقال القضاعي: وفي سنة سبعين من عمر إبراهيم عليه السلام خرج إبراهيم ومعه ابن أخيه لوط بن هادان وابنة عمه سارة وهي زوجته وهاجر إلى (حران)، وقيل: إن أباه كان معه وأقاموا بها خمس سنين ثم خرج ومات بها تارح أبوه بعد أن سار منها إبراهيم بسنتين وسار إبراهيم وزوجته سارة ولوط إلى (الشام) فوجدوا فيها الجوع، فساروا إلى (مصر) وبها فرعون من الفراعنة يقال له سنان بن علوان، وأقاموا بها ثلاثة أشهر ورجعوا إلى (الشام) وقد أهدى فرعون مصر إلى سارة هاجر فنزلوا السبع من أرض (فلسطين) وفأرقه لوط فسكن في سدوم، ثم تحول إبراهيم فنزل بين (الرملة) و(ايليا) فلما بلغ إبراهيم خمسا وثمانين سنة وهبت له سارة جاريتها هاجر فولدت هاجر إسماعيل ولإبراهيم ست وثمانون سنة واختتن وله تسع وتسعون سنة، وختن إسماعيل، ثم ولدت سارة إسحاق وله مائة سنة، وأنزل الله عليه عشر صحائف، وولد لأسحاق يعقوب والغيص بعد مضي مائة وستين سنة لأبراهيم، ومات إبراهيم وله مائة وخمس وسبعون سنة وقيل غير ذلك، وماتت سارة ولها من العمر مائة وسبع وعشرون سنة، والله أعلم.
पृष्ठ 17
وعن وهب: أن إبراهيم أول من أضاف الضيف، وأول من ثرد الثريد وأطعمه المساكين، وهو أول من قص شاربه واستحد واختتن، وقلم أظفاره، واستاك، وفرق شعره، وتمضمض، واستنشق، واستنثر واستنجى بالماء، وهو أول من شاب وهو ابن مائة وخمسين سنة.
وعن وهب[أيضا](1): إن إبراهيم عليه السلام تزوج امراءة من الكنعانيين يقال لها: قطورا فولدت له أربعة نفر، وتزوج أخرى يقال لها: حجور فولدت له سبعة نفر، فكان جميع ولد إبراهيم ثلاثة عشر رجلا، قال: وقبر إبراهيم في (مزرعة جيرون) وكان اشتراها، وفيها قبرة سارة.
لوط عليه السلام
هو لوط بن أخي إبراهيم هادان(2) بن تازح.
पृष्ठ 17
وعن وهب: ابن عمه بعثه الله إلى أهل (سدوم)، وكان هؤلاء القوم يأتون الذكران، وما سبقهم إلى ذلك أحد من الناس، فبعث الله إليهم(1) جبريل عليه السلام فاقتلع أرضهم من سبع أرضيين فحملها حتى بلغ بها [إلى](2) السماء الدنيا، حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم وأصوات ديوكهم ثم قلبها فقتلهم فذلك قوله تعالى: {والمؤتفكة أهوى}[النجم:53] وأرسل على من شذ منهم حجارة من سجيل فقتلهم، وذلك بعد مضي تسع وتسعين من عمر إبراهيم عليه السلام وكانت خمس قرى وهي: (ضيعة) و(ضعوة) و(عمرة) و(دوما) و(سدوم) وهي الغطماء، ونجى الله تعالى لوطا وأهله إلا امراءته كما حكى الله سبحانه.
إسماعيل عليه السلام
هو إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام وهو الذبيح عند أكثر العلماء.
قال ابن إسحاق: وكان ذلك في شعب ثبير بمكة.
وروي أنه أول من تكلم بالعربية، وأول من ركب الخيل وكانت وحوشا لا تركب كذا قاله القضاعي، وأعطاه الله القوس العربية فكان لا يرمي شيئا إلا أصابه، وولد لأسماعيل اثني عشر ذكرا من زوجته الجرهمية
عن ابن إسحاق: هي ابنة مضاض بن عمرو الجرهمي منهم ثابت وقيدار، ومنهما نشر الله العرب كذا قاله القضاعي، ويختلفون في نسب معد بن عدنان فبعضهم يقول هو [من](3) ولد قيدار، وبعضهم يقول هو من ولد ثابت.
قال القضاعي: وبعث الله إسماعيل نبيا إلى العماليق وإلى قبائل اليمن، ولما حضرته الوفاة أوصى إلى أخيه إسحاق وزوج ابنته من العيص بن إسحاق، وكان عمره مائة سنة وسبعا وثلاثين سنة، ودفن في (الحجر) إلى جانب قبر أمه هاجر، ويقال(4): إن هاجر ماتت في حياة إبراهيم عليه السلام والله أعلم.
عن ابن هشام: العرب كلها من ولد إسماعيل [وقحطان، وبعض اليمن يقول قحطان من ولد إسماعيل](5).
पृष्ठ 18
وقال ابن إسحاق: قحطان أبو اليمن، وهو قحطان بن عابر بن شالخ بن إرفخشذ بن سام.
إسحاق عليه السلام
هو إسحاق بن إبراهيم، ولما بلغ إسحاق ستين سنة، ولد له العيص، ويعقوب، وكانا توأمين فولد العيص الروم بن العيص وكل بني الأصفر من ولده، وإنما سمو بذلك لأن الغيص كان أصفر، ويقال إن روم بن سباء بن بجير بن هوثا بن علقا بن عيص، وولد يعقوب الأسباط، ومات إسحاق وله مائة وثمانون سنة، وقيل غير ذلك، وكان ضريرا، وكان وفاته في السنة التي استوزر فيها يوسف ب(مصر)، ودفن عند قبر أبيه، كذا قاله القضاعي، والله أعلم.
يعقوب عليه السلام
هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم وهو إسرائيل الله، وولده الأسباط وهم اثنا عشر رجلا، وذكر أن الأنبياء كلهم من ولده إلا أحد عشر [رجلا](1) وهم: نوح، وهود، وصالح، وإبراهيم، وإسماعيل، ولوط، وأيوب، وشعيب، وإسحاق، ويعقوب، ومحمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين، وتوفي يعقوب ب(مصر) وله مائة وسبع وأربعون سنة، ودفن عند قبر أبيه، وذلك أن يوسف حمله إلى هناك ثم عاد، وكان النبوة والملك متصلين بالشام ونواحيه لولد إسرائيل بن إسحاق إلى أن زال ذلك عنهم بالفرس، والروم بعد مضي يحيى بن زكريا وبعد عيسى عليهم السلام
पृष्ठ 19
يوسف عليه السلام
هو يوسف بن يعقوب بن إسحاق، روي أنه رأى روياه وهو ابن عشر سنين فحسده إخوته فأخذوه وباعوه من قوم من أهل (مصر)، وبيع ب(مصر) لقائد فرعونها فمكث عنده مدة وكان من قصته ما حكاه الله، وكان من رؤيا فرعون ما كان فأطلقه واستوزره وهو الزيان(1) بن الوليد، وقيل إنه آمن واتبع يوسف، ومات ويوسف حي، وولي بعده قابوس بن مصعب وكان كافرا، واختلف في مدة ما كان بين فراقه أباه واجتماعهما فقيل: [كانت مدة الفراق](2) اثنتين وعشرين سنة، وأقام مع أبيه سبع عشرة سنة والله أعلم، وكلهم قالوا: إنه مات وله مائة وعشر سنين وولد ليوسف اثنان إقرائيم ومنشى(3) فولد منشى إبنا يقال له: موسى، وهو نبي قبل موسى بن عمران، ويزعم أهل التوراة أنه هو الذي طلب الخضر، وكان يعقوب وأهل بيته يوم دخلوا (مصر) سبعين نفسا، وخرج بنو إسرائيل مع موسى يوم خرجوا وهم ستمائة ألف مقاتل، وبين دخول يعقوب وأهله (مصر) وخروج موسى ببني إسرائيل على ما قيل أربعمائة سنة وست وثلاثون سنة، ويقال: إن موسى حمل تابوت يوسف -عليهما السلام- معه حين خرج معه حين خرج، وأنه دفن عند آبائه - عليه وعليهم السلام-، والله أعلم.
पृष्ठ 20