188

غزوة السويق وذلك أن المشركين لما رجعوا إلى (مكة) من (بدر) حرم أبو سفيان بن حرب الدهن والغسل بالماء من الجنابة، حتى يثأر من محمد وأصحابه بمن أصيب من قومه، فخرج في مائة راكب، وقيل: في أربعين راكبا، فجاءوا بني النضير في ناحية (المدينة) ليلا فدخل على سلام بن مشكم النضيري فسقاه خمرا، وأخبره من أخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم خرج سحرا فوجد رجلا من الأنصار في حرث له ومعه أجير له فقتلهما، وحرق بيتين بالعريض وحرثا وذهب، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [بمن معه](1) في أثرهم، وجعل أبو سفيان ومن معه يلقون حرب السويق وهي عامة أزوادهم يتخففون منها خوفا من الطلب، وجعل المسلمون يأخذونها فسميت (غزوة السويق) ولم يدركهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم كانت.

غزوة قرارة الكدر

على قول الواقدي للنصف من المحرم على رأس ثلاثين شهرا من الهجرة، وقيل: غير ذلك، وذلك أنه لما بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن بقرارة الكدر جمعا من (غطفان) و(بني سليم)، فخرج إليهم فلم يجد أحدا فظفر بنعم لهم، وكانت خمسمائة، وقدم بها إلى (المدينة)، وأصاب يسارا غلاما من رعاته(2) فأعتقه، ثم كان قتل كعب بن الأشرف اليهودي، وهو من (طي) وكان حليفا ل(بني قريظة)، وأمه من (بني النضير)، وكان عدوا لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم يهجو النبي صلى الله عليه وآله وسلم [وأصحابه](3) ويحرض [عليهم](4) المشركين، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((من لي بابن الأشرف)) فقال محمد بن مسلمة الأنصاري: أنا له يا رسول الله، ثم انتدب لذلك معه نفرا من (الأوس)، منهم أبو نائلة، وكان أخا كعب من الرضاعة، فأتاه وشكى إليه واحتال عليه حتى قتلوه، الخبر، ثم كانت.

पृष्ठ 190