183

ولولا يوم بدر لم يسودوا قال الحجوري: وكان من جملة الأسرى العباس بن عبد المطلب، وعقيل بن أبي طالب، ونوفل بن عبد المطلب، وفادى النبيصلى الله عليه وآله وسلم بعض الأسرى وبعضهم قتله صبرا، وبعضهم من عليه كالعاص بن أبي الربيع بن عبد العزى، وأبي عزة الشاعر فإنهصلى الله عليه وآله وسلم من عليهما، أما العاص فإن زينب بنت رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم كتبت إلى أبيها كتابا وأرسلت بعقد كان لها في فداء العاص، وفي الكتاب:

من زينب بنت سيد المرسلين إلى محمد رسول رب العالمين، أما بعد فإني شاكية إليك وثوب نساء قريش بألسن السوء علي، ونظرهم بعين المقت إلي، قولها فأنا ترحة مع الترحات، محزونة مع المحزونات، مكظومة الجانب، مأسورة الصاحب، قد فلني(1) الحزن، وهجرني الوسن، لفقد الجدين، وذل القرين، وكأن الأسر وقع بي دونه لموضع الاشفاق مني عليه فأبق يأبة على سجف ابنتك فقد كان نعم الحافظ لما أودعت، والمحسن إلى لما به قرنت، وأنا القائلة في ذلك:

كتاب من الولهاء في دار غربة

جفاها أبوها واستضيمت ببعلها ... تعاورها الذوبان من كل جانب

فلله ما تلقاه من كل عاتب

الأبيات إلى آخرها، ومنها:

وقد كان لي عقد وراثة بره

فأرسلته مع غيره اليوم فدية ... خديجة أمي إن مضت في الذواهب

لخير قرين قد رمى بالمعاطب

إلى آخرها.

पृष्ठ 185