129

وروي [عن](1) الأزرقي، عن أبي إسحاق أن الخليل عليه السلام لما بنى البيت جعل طوله في السماء سبعة أذرع، وجعل طوله في الأرض من قبل وجه البيت من الحجر الأسود إلى الركن الشامي اثنين وثلاثين ذراعا، وجعل عرضه في الأرض من قبل الميزاب من الركن الشامي الذي يسمى الركن العراقي اثنين وعشرين ذراعا، وجعل طوله في الأرض من جانب ظهر البيت الشريف من الركن الغربي المذكور إلى الركن اليماني [أحد وثلاثين ذراعا، وجعل عرضه في الأرض من الركن اليماني](2) إلى الحجر الأسود عشرين ذراعا، وجعل الباب لاصقا بالأرض غير مرتفع عنها، ولا مبوب حتى جعل لها تبع الحميري بابا، وحفر إبراهيم عليه السلام في بطن البيت على يمين من دخله حفرة ليكون خزانة للبيت يوضع فيها ما يهدى إلى البيت، وكان إبراهيم عليه السلام يبني وإسماعيل عليه السلام ينقل إليه الأحجار، فلما ارتفع البنيان قرب له المقام فكان يقوم عليه، حتى انتهوا(3) إلى موضع الحجر الأسود، فقال إبراهيم لإسماعيل -عليهما السلام-: يا إسماعيل، إتني بحجر يكون علما للناس، يبتدئون(4) منه الطواف، فذهب إسماعيل في طلبه، فجاء جبريل عليه السلام إلى إبراهيم عليه السلام بالحجر الأسود، وكان الله عز وجل استودعه في جبل أبي قبيس لما وقع الطوفان في زمن نوح عليه السلام وهو حينئذ يتلألأ نورا فأضاء بنوره شرقا وغربا، وشاما ويمنا، إلى منتهى أنصاب الحرم، وإنما سودته أنجاس الجاهلية وأرجاسها.

पृष्ठ 127