120

أيضا ومن ثاب إلى الأثاوب .... من ساكني الحرم أو مجانب ثم بكى، وقال: إن محمدا لن يموت حتى يقود(1) العرب والعجم، [وهذا الخبر في مصابيح أبي العباس الحسني عليه السلام](2) فلما بلغ اثنتى عشرة سنة خرج مع عمه أبي طالب إلى (الشام) فلما رآه بحسرا الراهب في بصرى عرفه بصفته في التوراة، وسأل أبي طالب أن يرده خوفا عليه من اليهود .

قلت: ذكره ابن يهارن، عن ابن إسحاق، فلما نزل الركب [بصرى من أرض الشام] (3) وبها راهب يقال له: بحيرا الراهب في صومعة له، وكان أعلم أهل النصرانية، ولم يزل في تلك الصومعة راهب منذ زمان إليه يصير علمهم عن كتاب فيها فيما يزعمون يتوارثونه كابرا عن كابر، فلما نزلوا ذلك العام ببحيرا، وكانوا كثيرا ما يمرون به قبل ذلك فلا يكلمهم ولا يتعرض لهم حتى كان ذلك العام فصنع لهم طعاما، وذلك فيما يزعمون عن شيئ رأه يزعمون أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وآله في الركب حين أقبلوا وغمامة تظله [من](4) بين القوم فنزلوا في ظل شجرة قريبا منه، فنظر إلى الغمامة حين أظلت الشجرة، وتهصرت أغصان الشجرة على رسول الله صلى الله عليه وآله ثم أرسل إليهم فقال: إني قد صنعت لكم طعاما يا معشر قريش، وأحب أن تحضروا كلكم صغيركم وكبيركم وعبدكم وحركم، قال له رجل منهم: والله يا بحيرة إن لك شأنا اليوم ما كنت تصنع بنا هكذا، وقد كنا نمر بك كثيرا، قال له بحيرا: صدقت، ولكنكم ضيف، وقد أحببت أن أكرمكم فاجتمعوا إليه، وتخلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [من بين القوم لحداثة سنة في رجال القوم تحت الشجرة.

पृष्ठ 118