अली मुदिया
الجزء الأول
शैलियों
فتجهزي وتحملي .... يايمن يا خير الركائب فلما حلفت حمير لعمرو بقي منهم ذو رعين المذكور، وهو خال عمرو، وقد كان نهاه عن قتل أخيه، وقال: إنك تندم فأبى، فأكرهه على الدخول فيما دخل فيه حمير، فقال: على شريطة أنك تحفظ لي وديعة.
فقال له: نعم.
فكتب ذو رعين هذين البيتين ودفعهما إليه في ورقه.
ألا من يشتري سهرا بنوم .... قليلا ما يبيت قرير عين
فإن تك حمير غدرت وخانت .... فمعذرة الإله لذي رعين
فلما قتل عمرو أخاه ورجع بالجنود إلى اليمن افترقت عليه حمير فضعف عن الغزو ثم ندم ندامة عظيمة، وامتنع منه(1) النوم، فشكى ما لقي من السهاد إلى بعض خواصه، فقالوا له: إنك لا تقدر على النوم حتى تقتل الذين أشاروا عليك بقتل أخيك، فأمر لهم فادخلوا عليه جماعة بعد جماعة [بعد جماعة] (2) في يوم معلوم، وأمر بضرب أعناقهم جميعا، وكان خاله ذو رعين الأصغر ممن أمر له فأدخل(3)، فذكره مشهده ونهيه عن قتل أخيه، وسأله الوديعة التي تركها عنده، فأتى بها الخادم فوجد فيها البيتين فخرج منه سالما مشكورا، وكان مسكن ذي رعين بحصن (حب).
وأما ذو نواس: فهو الحصن المسمى الآن (بيت بوس)، وهو قطعة من الجبل قرب (صنعاء)، وسمى باسم القيل ذي بوس بن ذي سحر.
وأما ذو يهر: فاسمه يعفر ذو يهر بن الحرث، ينسب إلى حمير الأصغر، وهو من أعظم مقاولة اليمن، ومن ذريته أبو نصر محمد بن عبد الله، وكان عالما ورعا، هرب بدينه من قصر جده ذي يهر وهو (ببيت حنبص)، فخلفه بن أبي الملاحف القرمطي، وأحرق هذا القصر بالنار، فبقيت فيه أربعة أشهر تبتع خشبه.
قال نشوان بن سعيد: ومن ولده آل أبي ثور (بوقش).
قال: ولا علم لهم بعلم جدهم؛ لأنهم على رأي الشيعة، وهم يزهدون الناس في كل علم إلا في علم مذهبهم وحده إنتهى.
पृष्ठ 107