ثم يلزمك إن ادعيت اثنين فلا بد من فرجة بينهما حتى يكونا اثنين فصارت الفرجة ثالثا بينهما ، قديما معهما ، فيلزمك ثلاثة ! فإن ادعيت ثلاثة لزمك ما قلنا في الإثنين ، حتى يكون بينهم فرجتان فيكون خمسا ، ثم يتناهى في العدد إلى ما لا نهاية في الكثره ) !!
وفي كتاب التوحيد للصدوق ص83 : ( أن أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين أتقول : إن الله واحد ؟ قال : فحمل الناس عليه ، قالوا : يا أعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : دعوه ، فإن الذي يريده الأعرابي هو الذي نريده من القوم ، ثم قال: يا أعرابي إن القول في أن الله واحد على أربعة أقسام: فوجهان منها لا يجوزان على الله عز وجل ، ووجهان يثبتان فيه ، فأما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل: واحد يقصد به باب الأعداد ، فهذا ما لايجوز ، لأن مالا ثاني له لا يدخل في باب الأعداد ، أما ترى أنه كفر من قال ( ثالث ثلاثة ).
وقول القائل: هو واحد من الناس ، يريد به النوع من الجنس ، فهذا ما لايجوز عليه لأنه تشبيه ، وجل ربنا عن ذلك وتعالى.
وأما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل: هو واحد ليس له في الأشياء شبه ، كذلك ربنا ، وقول القائل: إنه عز وجل أحدي المعنى ، يعنى به أنه لاينقسم في وجود ولاعقل ولاوهم . كذلك ربنا عز وجل). انتهى.
وقد نتج من قولهم بالإثنينية أنهم قالوا إن القرآن كلام الله فهو جزء من ذاته تعالى ، وهو قديم غير مخلوق ولا محدث !
ورد عليهم أئمة أهل البيت عليهم السلام بأن القرآن كلام الله تعالى وهو محدث مخلوق ، وليس معنى كونه كلام الله تعالى أنه جزء من ذاته ، بل معناه أنه تعالى خلقه وارتضاه ونسبه إلى نفسه .قال الله تعالى: (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون). (سورة الأنبياء:2) - -
पृष्ठ 36