142

لاحول ولا قوة إلا بالله ، فقد بلغ من براعة البخاري أنه قطع قصة الحديث وجعله ستة أشلاء ، واخترع لكل قطعة منه عنوانا ، أو عقد بابا (مناسبا ) ، واتهم النبي صلى الله عليه وآله بسوء الخلق !! كل ذلك للتغطية على عمر !

ففي:1/31: (عقد له بابا باسم: باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره . فجعله من نوع غضب المدرس والواعظ !

وفي ص32 : (جعله من نوع تأدب التلميذ بين يدي معلمه فسمى الباب : باب من برك على ركبتيه عند الإمام أو المحدث !

وفي ص136: (وضع جزء منه تحت عنوان : باب وقت الظهر عند الزوال! بحجة أن خطبة النبي (ص) النارية القاصعة كانت عند الزوال !

وفي :4/73: (جعل جزء منه تحت عنوان: ما جاء في قول الله تعالى وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه.. بحجة أن الراوي قال : قام فينا النبي (ص) مقاما فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم !

وفي: 7/157: (عقد له بابا باسم باب التعوذ من الفتن ! وكأن الموضوع كان حديثا هادئا عاما لكل الأمة عن الفتن الآتية ، وأن عمر قال: رضينا بالله ربا وبمحمد رسولا... نعوذ بالله من الفتن !

وفي:8/142: (عقد له بابا باسم: باب ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعنيه وحشر فيها آية: لاتسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ! مع أنه كان ينبغي أن يسمي الباب: باب وجوب امتثال أمر النبي صلى الله عليه وآله إذا أمر بالسؤال ، لأن موضوع الآية التي حشرها كراهة السؤال ، وموضوع الحديث أمر النبي صلى الله عليه وآله المكرر المشدد لقريش أن يسألوه !

لكن البخاري يقصد بكراهة السؤال كراهة إلحاح المعلم على تلاميذه بقوله سلوني! وأن الخطأ كان من النبي صلى الله عليه وآله لإلحاحه عليهم أن يسألوه عن آبائهم ! وأن موقف عمر هو تصحيح خطأ النبي صلى الله عليه وآله كما هي عادته !!

ماذا قال شراح البخاري ؟

पृष्ठ 143