49

Fiqh Theories

النظريات الفقهية

प्रकाशक

دار القلم والدار الشامية

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

1414 अ.ह.

प्रकाशक स्थान

بيروت

शैलियों

कानूनी नियम

٣ - إن القصاص يحقق أهداف العقوبة بردع الجاني عن جريمته وزجر غيره عن اقتراف مثل جنايته.

وذلك أن القصاص يؤكد تأكيداً جازماً للمجرم قبل ارتكاب جريمته، وعند التفكير فيها، وأثناء اقترافها، أن الجزاء الذي ينتظره هو مثل عمله تماماً، وهذا يجبره على التفكير كثيراً والتردد في الجريمة، والاضطراب النفسي عند الإقدام عليها، ويوقن بأنه يعتدي على نفسه، ويحفر قبره بيده، فيضنَّ بالنفس، ويعدل عن الجريمة، فيصون حياته وحياة غيره. وإن غامر في الإجرام، وألقى بنفسه في المهالك، وركب رأسه، وضحّى بحياته فأقدم على القتل دون أن يعرف لنفسه ولا لغيره قيمة ولا وزناً فتأتي العدالة لتقتص منه وتقوده إلى الموت كما فعل بغيره، ليكون عبرة أمام الناس، وموعظة لغيره في التنفير من القتل وبيان عاقبته، ليبتعدوا عن الإجرام، ويحافظوا على الحياة(١)، وهذا ما تؤكده الآية الكريمة: ﴿ولكمْ في القصاصِ حَياةٌ يا أولي الألباب، لعلَّكم تتقون﴾ (سورة البقرة) الآية: ١٧٩، فإن حياة الجماعة، وبقاء الناس متوقف على تنفيذ القصاص(٢)، ويكفي للاستدلال على هذا بالمقارنة مع ما يردده المجرمون اليوم قبل وبعد ارتكاب جرائمهم من هزء بالعقوبة، واستخفاف بالقانون والمحاكم والقضاء.

٤ - القصاص يشفي غيظ المجني عليه أو أوليائه وأقربائه وأهله، لأنهم يوقنون أن الجاني لقي نفس المصير الذي وقع بهم، فتهدأ نفوسهم، ويفقدون المسوغ والحجة لإشاطة الدماء والأخذ بالثأر، لأن القاتل قتل، أما إذا كانت العقوبة

(١) فلسفة العقوبة ١٧١/٢ وما بعدها، ١٧٤ وما بعدها، الإسلام عقيدة وشريعة ص ٢٩٣.

(٢) يقول المرحوم عبد القادر عودة: ((وليس في العالم كله قديمه وحديثه عقوبة تفضل عقوبة القصاص، فهي أعدل العقوبات، إذ لا يجازى المجرم إلا بمثل فعله، وهي أفضل العقوبات للأمن والنظام، لأن المجرم حينما يعلم أنه سيجزى بمثل فعله لا يرتكب الجريمة غالباً ... ، ثم يقول: والذي يدفع المجرم بصفة عامة للقتل والجرح هو تنازع البقاء وحب التغلب والاستعلاء، فإذا علم المجرم أنه لن يبقى بعد فريسته أبقى على نفسه بإبقائه على فريسته، وإذا علم أنه إذا تغلب على المجني عليه اليوم فهو متغلب عليه غداً، لم يتطلع إلى التغلب عليه عن طريق الجريمة))، التشريع الجنائي الإسلامي ٦٦٤/١.

49