327

Al-Adhkar by An-Nawawi

الأذكار للنووي ت الأرنؤوط

अन्वेषक

عبد القادر الأرنؤوط ﵀

प्रकाशक

دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع

प्रकाशक स्थान

بيروت - لبنان

शैलियों

توبته قال: سمعت صوت صارخ يقولُ بأعلى صوته: يا كعبَ بن مالك أبشر، فذهبَ الناسُ يبشروننا، وانطلقتُ أتأمّم رسولَ الله ﷺ (١) يتلقاني الناسُ فوجًا فوجًا يهنئوني بالتوبة، ويقولون: ليهنئك توبةُ الله تعالى عليك، حتى دخلتُ المسجدَ (٢)، فإذا رسولُ الله ﷺ حولَه
الناس، فقام طلحةُ بن عبيد الله يُهرول حتى صافحني وهنّأني، وكان كعبٌ لا ينساها لطلحة، قال كعبُ: فلما سلَّمتُ على رسول الله ﷺ قال وهو يُبْرقُ وجهُه من السرور: " أبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدتْكَ أُمُّكَ ".
(بابُ جَواز التعجّب بلفظ التَّسبيحِ والتَّهليلِ ونحوهما)
١٠٠٤ - روينا في " صحيحي البخاري ومسلم " عن أبي هريرة ﵁ أن النبي ﷺ لقيه وهو جُنُب، فانسلَّ فذهبَ فاغتسلَ، فتفقَّده النبيّ ﷺ، فلما جاء قال: " أيْنَ كُنْتَ يا أبا هُرَيْرَةَ؟ " قال: يا رسول الله لقيتني وأنا جُنُب فكرهتُ أن أُجالسَك حتى أغتسل، فقال: " سُبْحانَ اللَّه إنَّ المُؤْمِنَ لا يَنْجُسُ ".
١٠٠٥ - وروينا في " صحيحيهما " عن عائشة ﵂، أن امرأة سألتِ النبيَّ ﷺ عن غسلها من الحيض، فأمرَها كيف تغتسلُ قال: " خُذِي فِرْصَةً مِنْ مِسْكٍ فَتَطَهَّري بِهَا، قالت: كيف أتطهرُ بها؟ قال: تَطَهرِي بِهَا، قالت: كَيْفَ؟ قال: سبْحانَ اللَّهِ تَطَهَّرِي، فاجتذبتُها إليّ فقلتُ: تتبعي أثرَ الدم ".
قلتُ: هذا لفظ إحدى روايات البخاري، وباقيها روايات مسلم بمعناه، والفِرصة بكسر الفاء وبالصاد المهملة: القطعة.
والمسك بكسر الميم: وهو الطيب المعروف، وقيل الميم مفتوحة، والمراد الجلد، وقيل أقوال كثيرة، والمراد أنها تأخذ قليلًا من مسك فتجعله في قطنة أو صوفة أو خرقة أو نحوها فتجعله في الفرج لتُطيِّبَ المحلّ وتزيلَ الرائحةَ الكريهة، وقيل: إن المطلوب منه إسراع علوق الولد، وهو ضعيف، والله أعلم.
١٠٠٦ - وروينا في " صحيح مسلم " عن أنس ﵁ " أن أُختَ الرُّبَيِّع أُمّ حارثة جرحت إنسانًا، فاختصموا إلى النبيَّ ﷺ، فقال: القِصَاصَ القِصَاصَ (٣)، فقالت أم

(١) أي: أقصده، يقال: تأممه، وتيممه، وأمه، ويمه، أي قصده.
(٢) يعني مسجد رسول الله ﷺ في المدينة المنورة.
(٣) بنصهما، أي: أدّوا القصاصَ وسلموه لمستحقه.
(*)

1 / 329