فهناك صبت للمنون صواعقا وتسعرت للموت نار القسطل 25...
يوما أشد من الحديد قساوة وأمر طعما من مداق الحنظل
تركوا النواصي شيبا فكأنه وقعات جساس بقوم مهلهل
نقبوا عليهم كل دار عنوة استخرجوهم منزلا عن منزل
وتداركوهم بالردى فتفجرت أحشاؤهم مثل انفجار الدمل
فتصاغرت أرواحهم مما رأوا وجرت دماؤهم كجري الجدول
وتحققو الموت الزؤام (1) وسلموا للأمر طوعا خضعا بتذلل
فأشار قاضى الشرع كفوا أنهم جنحوا لسلمكم بغير تفعل
فأطاع من منا جميعا قوله إذ حيث كان أولاك عنه بمعزل
وتداركوا الخطب الجليل بحبس من قد كان رأسا للفساد الأول
النائب الجاني ومسعود الذي جعل المفاسد سنة لم تجعل
وبلال عنبر رأس كل مصيبة حبكت عليهم غمة لا تنجلي
وتلاهم عبد اللطيف فأسجنوا وهو والى درك الجحيم الأسفل
ومشت عروض الناس فيهم جملة نحو الشريف لحل ذاك المشكل
فاهتال منهم وابتغى احضارهم هم والخصوم مع الشهود العدل
ليبين بالإجماع كل مغمغم رغما على أنف العدو المبطل
وتكون حجتهم هناك قوية غراء لم تدحض ولم تتزلزل
تأتى إلى السلطان قولا مثبتا أيضا ويملها بأحسن محمد
فتوافقوا للطوع (2) إذ هو واجب ومشوا جميعا نحوه بتذلل
فإذا أتوه وحققوا ما أخذوا عنه وصح ألقول غير تقول
فلسوف تأخذه هناك حمسة فينا بغير تهاون وتمهل
يا أيها المولى تدارك كربنا بالغوث منك وغارة المتعجل (3)
فلك البلاد مع العباد وأمرهم وهم إليك بنسبة كالعيل
पृष्ठ 25