50...
وقرب هزاعا وحكمه على مدينة خير الخلق يؤذى ويرهب
فلما رأى القاضي انشقاق العصى قضى بأن يخرجوا دفعا لما يتجنب
فلم يكتفوا منهم بإخراج ستة ومالوا إلى حرب العباد وأنشبوا
وشنوا عليهم غارة جاهلية احاطوا بهم من كل وجه ونقبوا
فأدركهم لطف الإله فدافعوا عن المحصنات المؤمنات فأوجبوا
وحاول بعض الناس بالصلح بينهم على دخن والأمر فيه مذبذب
بأن يخرجوا منهم ثماني عشرة ويوفيهم كل الحقوق ويحسبوا
فإن لم يوفوهم فلا صح بينهم إلى مدة معلومة فتغيبوا
فلما مضت لم يسلموهم حقوقهم وقد باء هزاع بما كان يكسب
وعاين أصحاب الحصار الذي قد نفوهم بظلم بغى حرب فاغضبوا
فجاؤا بليل تحت قلعتهم فما مضت ساعة حتى علوا وتغلبوا
فلما علوها كبروا فتصاغرت قلوب الأعادى واستكانوا وأرعبوا
ولما حوى أهل الحصار حصارهم وقد يئس الأحزاب منهم وخيبوا
سعى بينهم بالصلح من هو ناصح فسارع أصحاب الحصار وقربوا
وصرح بالمنع الأغاء وجنده ولاذوا بهزاع وأغروا وأنبوا
وأرضوه باملال الكثير فجاءهم بجيش كجيش الفيل والله أغلب
ووافقه عيد فجاء بجنده معينا له والشر للشر يجلب
فعاثوا بأنواع الفساد بطيتة وآذوا إمام المرسلين وأغضبوا
فهل سمعت إذن بحاكم بلدة يغير عليه بالعدو ويجلب
وهب أن منهم ستة قد عصوه هل عصاه جميع المؤمنين واذنبوا
وهب أنهم جمعا عصوه فهل له دليل على قتل العصاة فيعرب
وما ذنب أطفال صغار ونسوة أخيفوا ومن رمى المدافع ارهبوا
فكم مرأة ماتت برعب وحامل رمت حملها والخوف للكل متعب
وما بال دار المصطفى حين أخربت وجدد فيها للخوارج منصب
وولى هزاع وعيد امورها ومن يبغ ذ ا بغى فذاك المخيب...
पृष्ठ 50