قال الخطيب عبد الرحمن بن حسين الأنصاري رحمه الله تعالى: ثم تولى مشيخة الحرم عبد الرحمن أغا الكبير وذلك في سنة 1151 إحدى وخمسين بعد المائة والألف وعزل في 1156 ست وخمسين بعد المائة والألف، ووفى بمصر سنة 1162 وهو الذي صارت في زمنه الفتنة العظيمة الشهيرة بفتنة كابوس؛ وسبب ذلك اختصار على مافهمناه م أفواه ثقات الناقلين إلينا هذا الخبر ومن قصيدتي: السيد جعفر التبيتين والشيخ محمد سعيد انقشارى زكتخذا الأسباهية عبد القادر ظافر فوقعت المداحله بينهم ولم تزل تتنامى نواميها وكان حسن كابوس من وجاق النوبجتية له كلمة نافذة فهجموا يوما على القلعة وأثاروا الحرب بعد أن تجمعوا عليهم جموعا لا تحصى وأغلقوا أبواب البلد وتفرقت كل جماعة منهم ناحية فقالوا لهم ما الخبر وسعوا في الإصلاح بينهم، فقالوا مطلوبنا ستة أنفس إما تقتلوهم أو تجلوهم، فأخرجوهم وأجلوهم عن المدينة إطفاء لنار الفتنة منهم: عمر زكي كتخذا القلعة سابقاشن ومصطفى أودباش (1) كتخذا نوبجتيان، ومحمد مراد كتخذ الإسباهية، ثم لم يكتفوا بإخراج الستة حتى أخرجوا ثمانية عشر رجلا، وكتبوا بينهم حجة شرعية على الصلح والإصلاح والإعانة على تقوى الله، وكتبوا عرضا على مقتضى ذلك للدولة العلية، فجاء الفرمان على مطلوب شيخ الحرمن فزادت شوكتهم وعظمت صولتهم، وابتداء ذلك سنة 1155 خمس وخمسين بعد 39...المائة والألف، فأرسل طائفة ممن يميل للجلوية يحرضوهم على المجيئ إلى المدينة، وأن يهاجموا [على] (1) القلعة وهم لهم أعوان إذا حلوا فيها ورأسهم الصالحي، فلما كان ليلة الأحد واحد وعشرين من جماد الثاني سنة 1156 ست وخمسين بعد المائة والألف تشوروا عليهم القلعة بين العشائين، وأتوا إلى باب القلعة من غير أن يشعر الموكلون به وبها وأغلقوه، وكان كثير منهم خارجه فظنوه أن الشبان تلعب ثم توجه أحدهم إلى بيت الكتخذا وأكمن جماعته وطلبه فخرج إليه مترفها فشد عليه الكمين وقتلوه، وقتلوا أخاه حمزة فأحسن بذل ولده حسين وكان بطلا شجاعا وخرج بسيفه فقط لأنه لم يظن ذلك وتجاول معهم ساعات، وصاروا بترادفون عليه ذرافات ذرافات، ومع هذا لم يتمكنوا منه وقد جذع فيهم كيف شاء إلى أن قتل الصالحي، وكان رئيسهم فخذوا ووهنوا وخافوا الفضيحة.
पृष्ठ 39