سلوا فلسان الحال من كل مسلم أصيب ببلوى عنده خبر (**) جم 35...
سلوا عن حديث المبتلى من بلى به وأولى بنعت السقم من مسه السقم
سلوا كل دار بالمدينة ما الذي لقينا فعند الدار من أهلها علم
سلوها عن الهتك الذي قد أصابها قريبا فمن لقياه في وجهها وسم (*)
سلوها عن الأعزب كيف تسنمت ذراها وكيف النهب والهتك والغنم
وكيف ارتقوا فوق المنائر وانتهوا إلى غاية ينحط من دونها النجم
وكيف أعيدت وقعة الحرة التي هذه الأخرى تضاف وتنضم
يزيدية ردت وحقك أنها لفاقرة أسبابها الجور والغشم
ولولا رجال يخربون بيوتهم بأيديهم ما أخربوها ولا هموا
وما عزموا في ذاك إلا برأيهم ولولاهم ما كان عندهم عزم
هم جمعوا مال الحرام وانفقوا على البغي ذلك المال فاجتمع الإثم
ولله كل الحمد إذ كان حسرة عليهم من الأنفاق أعقبها الغرم
ولم ير قدما من يعين بما له على عرضه إلا الدنى والقدم
أعانوا على السلطان أعداء ملكه وشقوا عصا الإسلام جهرا وما لموا
وقد زعموا أن الحمية منهم له وهي لا تخفى على عاقل وهم
فقل لهم هل كانت السنة التي نفيتم لهم عن مبتدأ حربكم علم
وهل حضروا لم غدرتم عشية وقطعتم في السوق من لا له جرم
وصلتم جميعا بالبنادق بعدها وحاربتم من عنده حربكم علم
وهل طلبوكم للشريعة خيفة على الفتنة العمياء من أنه تنمو
وهل كان داعى الصلح يدعوا فتسمعوا وتعصون إلا الحرب أم أنتم صموا
وما ذاك إلا عن هوى وتفرض يراه عيانا فيكم من له فهم
إلى الله نشكوا ما أصاب وإنها أمور لها في الدين مذ صدرت ثلم
عسى في خبايا الدهر نصر معجل يرم به شعث الأنام ويلتم
على رغم من يهوى الفساد ويبتغى العناد ولم يبرح إلى بدعة سموا
عسى دعوة المظلوم حين دعابها أجيبت عسى أجدت عسى نفذ السهم
पृष्ठ 35