अज्विबत तुसुली
أجوبة التسولي عن مسائل الأمير عبد القادر في الجهاد
अन्वेषक
عبد اللطيف أحمد الشيخ محمد صالح
प्रकाशक
دار الغرب الإسلامي
संस्करण संख्या
الطبعة الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٩٩٦
शैलियों
फतवा
أصول الشريعة) اهـ باختصار ١، وفيه كفاية.
قلت: وكيف يصح الصلح والهدنة من العدوّ الطالب للمسلمين النازل بأرضهم؟!، والله سبحانه يقول: ﴿كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَةدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ ....﴾ ٢، فهو استفهام بمعنى: الإنكار والاستبعاد، لأن يكون لهم عهد ولا ينكثوه- مع وغرة صدورهم- يعنى: محال أن يثبت لهؤلاء عهد، فلا تطمعوا في ذلك، ولا تحدثوا به أنفسكم.
ثم قال تعالى: ﴿كَيْفَ وَإِنْ يَظْةرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا - أي: حلفاء- وَلَا ذِمَّةً﴾ ٣ أي: عهدًا؟!، (أي: حالهم وشيمتهم أنهم: إن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم قرابة، ولا حلفاء ولا عهدًا) قاله: غير واحد من المفسرين ٤.
والصلح الوارد عنه- ﵊ ٥ - إنما: هو منه إليهم، لأنهم مطلوبون وقتئذ، لا منهم إليه، فحيث ظهر عليهم- ﵊ وطالبهم في أراضيهم جاز صلحه لمصلحة.
ولا شكّ: أن العدوّ الكافر النازل بأرض الإسلام- وأخذ لهم الثغور، والأمصار- قد ظهر عليهم، فكيف يرقب ٦ عهذه، وتسكن النفس إليه؟،
١ - أنظر: الونشريسي في "المعيار": ٢/ ٢٠٨، "مجاهدون يغيرون على أطراف مراكز العدوّ الذي صالحه السلطان".
٢ - سورة التوبة / آية ٧، وتمامها: ﴿إِلَّا الَّذِينَ عَاةدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّة يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾.
٣ - سورة التوبة / آية ٨. قال القرطبي: (كيف هنا للتعجب، كما تقول: كيف يسبقني فلان، أي لا ينبغي أن يسبقني، "وعهد" اسم يكون، وفي الآية اضمار، أي كيف يكون للمشركين عهد مع إضمار الغدر). (الجامع لأحكام القرآن: ٨/ ٧٨).
٤ - أنظر: البيضاوي في "تفسيره": ١٩١.
والزمخشري في "الكشاف": ٢/ ٢٤٩ - ٢٥٠.
والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن": ٨/ ٧٩.
٥ - هو: صلح الحديبية المشهور. (الطبري- تاريخ الرسل والملوك: ٢/ ٦٢٠ - ٦٤٤).
٦ - في "ب" (يترقّب)، وفي "ج"و"د" (يرتقب).
1 / 273