أجنحة المكر الثلاثة
أجنحة المكر الثلاثة
प्रकाशक
دار القلم
संस्करण
الثامنة
प्रकाशन वर्ष
١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م
प्रकाशक स्थान
دمشق
शैलियों
يوحي بها أعداء الإسلام، أو يرتاحون لها، ولو أعجبت المسلمين في ظاهرها، ثم إذا رأوا بعد تأمل طويل أن من الخير العمل بها، فعليهم أن يخططوا بأنفسهم طريقة العمل وأسلوبه، ويحددوا بأنفسهم غايته، وينتقوا بإرادتهم الحرة عناصره، وأن يكونوا فوق كل ذلك على حذر من مزالق قد تفاجئهم على حين غرة، من جهة ربما كانوا قد غفلوا عنها، أو كانت محجوبة عنهم بأستار خادعة.
وليست قضايا المسلمين بالقضايا السهلة، فأعداؤهم كثيرون، وقواهم كبيرة في الأرض، ولكنهم مع ذلك يستطيعون بإمكاناتهم الحالية، مع حكمة عالية، وإخلاص في العمل، ودأب لا ينقطع، وقيادة رشيدة، والتجاء إلى الله، واعتماد عليه أن يظفروا بإفساد كل مخططات أعدائهم، وبالانتصار على كل مكر يبيتونه لهم، وكل كيد يكيدونهم به، مهما تظاهرة دول الأرض ضدهم، لأن صدق التوكل على الله مع صدق الجهاد في سبيله، وبذل كل طاقة ممكنة مادية ومعنوية، لا بد أن يجازي الله عليه بتحقيق النصر، فقد وعد الله المؤمنين به، متى حقق المؤمنون شروطه في أنفسهم، بموجب قوله تعالى في سورة (الحج /٢٢مصحف/١٠٣نزول):
﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ وَأَمَرُواْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ﴾
فهذا وعد من الله، والله لا يخلف الميعاد، ولئن كان التفوق في القوة يعتمد على الوسائل المادية فإن تحقيق النصر لا يكون إلا من عند الله، ودليل ذلك في قول الله تعالى في سورة (آل عمران / ٣ مصحف / ٨٩ نزول):
﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾
وفي قوله تعالى في سورة (الأنفال / ٨ مصحف / ٨٨ نزول):
﴿
وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾
وحوادث التاريخ تشهد بذلك، وحسبنا من الله شواهد وآيات، وحسبنا من مقاديره عبر وعظات، وانطلاقة التضامن الإسلامي على يد المغفور له الملك
1 / 310