رسالة دعوته وإعلان خبر وفاة والده
مصاب أصاب المسلمين كبير ... فكل مصاب دون ذاك يسير
ورزء أصاب الدين بعد كماله ... فظهر الهدى والحق منه كسير
فيالك خطبا فادحا أذهل النهى ... وفي الجوف منه أنة وزفير
وفي القلب نار ليس يطفى لهيبها ... بلى دائما يزداد منه سعير
لقد بكت الأملاك والأرض والسما ... وكادت رواسي الشامخات تسير
فيا بدر لا تطلع ويا شمس فارجعي ... ويا فلك الأفلاك كيف تدور
وقد هد ركن الدين والعلم والتقى ... وكاد عباب المكرمات يغور
لموت أمير المؤمنين وكهفهم ... ومن هو ردء للهدى ونصير
أقول لقوم يحملون سريره ... وهل يسع الطود المنيف سرير
رويدكمو يا حاملين لنعشه ... ففي نعشه بحر الكمال يمور
سلام على الدنيا وهجر لأهلها ... فلم يبق في ورد الأنام نمير[3]
أبعد إمام المسلمين وغوثهم ... نلذ بعيش أو يكون سرور
لقد كان ركنا للضعيف وملجأ ... يريش الذي ينتابه ويجير
وكان على ذي الجور سيفا مهندا ... يصول عليهم بالردا ويدور
فكم ظالم للناس قد صار عبرة ... وكم جائر ناواه فهو عفير
وكم واقعات صارت الروم عندها ... تقول لويل حاضر وثبور
ولو رمت أن تحصي خصال كماله ... عجزت وعاد الطرف وهو حسير فيا شامتا ما الله عنك بغافل ... وإن لظى للظالمين مصير
पृष्ठ 6