अहमद कुराबी ज़ाचिम मुफ़्तारा कालयहि
أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه
शैलियों
وما أرذل موقف مالت بعد التفاف الأمة حول عرابي على هذه الصورة، وما أكثر ما يكشفه الموقف من صفاقته ولؤم طبعه ... يقول روثستين: «لا شك أن السير إدوارد مالت قد ساءه الإخفاق الذي لقيه وهو يحاول التخلص من وزارة سامي، ولو أنه كان على شيء من الشعور بكرامة النفس لاستعفى وقتئذ من عمله. ولكن الرجل لم يكن يريد المحافظة على كرامة نفسه، وإنما كان يريد إحداث تدخل مسلح، فإذا لم تؤده إلى ذلك طريق سياسة سلكها، فلا بأس بأن يعيد الكرة ويسلك طريقا أخرى تكون أقصد وأهدى إلى وجه النجاح. لذلك لم يكن الإخفاق الذي لقيه إلا ليزيده إقبالا على العمل ومضيا فيه، فقد كتب عن رجوع الوزارة
7
إلى رئيسه في 30 مايو يقول: إن القوم يعدونه إيذانا بإخراج المسيحيين من مصر ورجوع الأرض التي يمتلكها الأوربيون أو يرتهنونها، كما يعدونه إيذانا بإلغاء الدين العام ...»
وكيف كان يطيق مالت أن يضمن عرابي الأمن في مصر؟ وكيف كان يطيق أن ينجح عرابي فيما تعهد به؟ إن معناه بطلان كل حجة له، بل بطلان حجته الوحيدة التي لا يفتأ يرددها ألا وهي اختلال الأمن في البلاد، وقلق الأجانب على أموالهم بسبب تسلط العسكريين ...
لذلك يبالغ مالت في وصف ما يدعي من سوء الحال في مصر، ولا يكتفي بما ذكره فيما أورده روثستين، بل إنه يبرق إلى حكومته في نهاية شهر مايو قائلا: «ربما وقع تصادم في أي وقت بين المسلمين والمسيحيين»
8
ولنا عودة إلى هذه البرقية الخبيثة عند كلامنا على مأساة الإسكندرية ...
ويذكر مالت فيما يذكره لحكومته أن البلاد في حالة ذعر، وأن الأوربيين يغادرون القاهرة أفواجا، وأن الوزارات جميعا ما عدا وزارة الجهادية تكاد تكون معطلة الأعمال، إلى غير ذلك من المفتريات الفاجرة ...
ويشايع مالت إنجليزي آخر، هو كوكسن قنصل إنجلترا في الإسكندرية الذي رأيناه يلعب دور الشيطان يوم عابدين، فقد أبرق قبل اليوم الأخير من مايو يقول:
9 «إن كل يوم نتأخره يزيد روح العسكريين الخطرة كما يزيد تحديهم المتواصل للنظام ...»
अज्ञात पृष्ठ