فتمتمت وأنا أكتم انفعالاتي: معذرة. - لا تنزعج، واستمتع بمشاهدة بعض عاداتنا اليومية.
وجاء صوتها المتهدج من الداخل صائحا: لن أرجع هذه المرة.
وسرعان ما تبعها طارق، وأغلق الباب.
ورجعت بحزن جديد غاص بي أكثر في قلب الظلام؛ لم ترضى امرأة جميلة مثل تحية بحياة مهينة مع رجل ك طارق؟ هل يتكشف الحب أيضا عن مأساة؟ وقد غابت بالفعل يومين، ولكنها رجعت في الثالث مشرقة الوجه! تقلص قلبي، وتضاعف حزني، احتقرت سلوكها، ولكن حبي لها تجسد لي حقيقة لا مفر منها، ولعله ولد ونشأ ونما من قبل أن أعيه بزمن غير قصير. وفي ذلك اليوم، عندما مضوا يغادرون المكان، تأخرت لإصلاح جوربها، ثم أسقطت من يدها لفافة ورق صغيرة قبل اللحاق بهم. بسطت الورقة بقلب مرتعش بالبهجة، فقرأت العنوان والساعة. •••
الشقة صغيرة مكونة من حجرتين ومدخل، ولكنها جميلة ونظيفة وتعبق بشذا بخور عذب. على منضدة في المدخل، استقر أصيص برتقالي كروي تنطلق منه باقة ورد وزهور كنافورة. استقبلتني باسمة في روب كحلي، وهي تقول مشيرة إلى الورد: احتفالا بيوم اللقاء.
دفعتني أشواق متراكمة إليها، فتعانقنا طويلا، وتذوقت فرحة القبلة الأولى، ولو ترك الخيار لي؛ لانتهى اللقاء قبل أن ننفصل، ولكنها تخلصت بلطف، وقادتني إلى حجرة جلوس زرقاء بسيطة وأنيقة، فجلسنا جنبا إلى جنب على الكنبة الرئيسية. قالت بصوت منخفض: تصرفنا جريء، ولكنه عين الصواب.
فرددت بتوكيد: عين الصواب. - ليس ممكنا أن نخفي ما بنا أكثر.
فقلت مصمما على إزاحة الطفولة: عين الصواب، أنا أحبك من زمن طويل. - حقا؟ ... أنا أيضا ... هل تصدق أني أحب لأول مرة؟!
لم أنبس، ولم أصدق، فقالت بحرارة: لقد رأيت بنفسك، وسمعت ربما ما هو أكثر، ولكنه التخبط لا الحب.
فقلت بأسف: حياة لا تليق بواحدة مثلك.
अज्ञात पृष्ठ