ومما يؤيد ذلك أن المحراب انتشر فى جميع أرجاء العالم الإسلامي بسرعة كبيرة جدا إذ نجده فى مصر وفى بلاد الشام فى قبة الصخرة وفى العراق فى البصرة والكوفة وفى اليمن الجامع الكبير بصنعاء وجامع الجند وغيرها من المساجد التى بنيت فى المدن والأمصار الإسلامية، وفى اليمن موضوع الدراسة تشير الروايات التاريخية إلى أن الوليد بن عبد الملك عندما وسع الجامع الكبير بصنعاء نقل قبلته التى كانت عليه سابقا إلى موضعها الحالى(1).
وهى إشارة تدل على أنه كان هناك محراب قبل توسعة الوليد، وقد تعرض للخراب فى سنة (263ه/ 877م) بسبب سيل أتى عليه فهدمه(2). وأعاد بناءه الأمير ابن يعفر وأتمه سنة (265ه/879م) كما ورد منقوش على أحد البراطيم الخشبية فى الرواق الغربي أسفل جدار المئذنة، وأعيد تجديد المحراب سنة (665ه/285م ) حيث يشير إلى ذلك الحجري بقوله "ورأيت فوق محراب الجامع "جامع صنعاء" مكتوب بالجص ما لفظه "عمل هذا المحراب بعناية القاضي الأجل ضياء الدين عمر بن سعيد الربيعي أجزل الله ثوابه فى سنة 665ه(3). كما نجد توقيع صانع المحراب على تاجي العمودين اللذين يكتنفان المحراب على شكل ثلاثة أشرطة كتابية فوق كل تاج:
الأيمن نصه:
عمل هذا المحراب العبد الفقير
إلى الله عبد الصمد ابن احمد ابن
أبى الفتوح وولده أحمد وجعلا
الأيسر نصفه:
ما يستحقانه من الأجرة على عمله
صدقة لوجه الله ورجاء ثوابه غفر الله لهما ولوالديهما وللمسلمين(1).
पृष्ठ 78