الأضرحة في اليمن
من القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي
وحتى نهاية القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي
"دراسة أثرية معمارية"
رسالة مقدمة
لنيل درجة الدكتوراه في الآثار الإسلامية
من قسم الآثار كلية الآداب جامعة صنعاء
وقسم الآثار الإسلامية كلية الآثار جامعة القاهرة
بنظام الإشراف المشترك
إعداد الطالب
على سعيد سيف
المدرس المساعد بقسم الآثار جامعة صنعاء
إشراف
الأستاذ الدكتور ... ... ... ... والدكتور
حسن الباشا أبو الحمد محمود فرغلى
أستاذ الآثار الإسلامية والفنون ... ... ... ... الأستاذ المشارك بقسم الآثار
جامعة القاهرة ... ... ... ... ... ... جامعة صنعاء
1419ه/1998م بسم الله الرحمن الرحيم
पृष्ठ 1
قال تعالى:
{وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا}[الكهف: 21].
صدق الله العظيم
المحتويات
شكر وتقدير
المقدمة
التمهيد
الباب الاول
أضرحة اليمن فى القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي)
الفصل الأول
ضريح المنصور عبد الله بن حمزة بظفار ... ... ... ...
الفصل الثاني
ضريح الأمير عز الدين بظفار ... ... ... ... ... ...
الفصل الثالث
ضريح الأمير عماد الدين يحيى بن حمزة بكحلان
الفصل الرابع
ضريح المهدى أحمد بن الحسين بذيبين
الفصل السابع
الأضرحة المندرسة
الباب الثاني
أضرحة اليمن فى القرن الثامن الهجري
الرابع عشر الميلادي
الفصل الأول
ضريح الفليحي بصنعاء
الفصل الثاني
ضريح الإمام المؤيد يحي بن حمزة بذمار
الفصل الثالث
ضريح الإمام الهادي بصعدة
الفصل الرابع ... ...
ضريح المرتضى بصعدة
الفصل الخامس
ضريح الناصر أحمد بصعدة
الفصل السادس
ضريح المختار بصعدة الفصل السابع
पृष्ठ 1
ضريح المهدى علي بن محمد بصعدة
الفصل الثامن
ضريح صلاح الدين بصنعاء
... ... ... ... ... ...
الباب الثالث
أضرحة اليمن فى القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادي)
الفصل الأول
ضريح الملك الاشرف
الفصل الثاني
ضريح المهدي المرتضى بظفير حجة
الفصل الثالث
ضريح محمد بن الهادي بثلاء
الفصل الرابع
ضريح المهدي صلاح بصعدة
الفصل الخامس ... ...
ضريح الناصر محمد بثلاء
الفصل السادس
الأضرحة المندرسة
الباب الخامس
أضرحة اليمن فى القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميادي)
الفصل الأول
ايوان القبور - بمسجد سعيد بثلاء
الفصل الثاني
ضريح شمس الدين بكوكبان
الفصل الثالث
أضرحة مدرسة الإمام شرف الدين بثلاء
الفصل الرابع
أضرحة مدرسة الإمام شرف الدين بثلاء
الفصل االخامس
ضريح صلاح بثلاء
الفصل السادس
ضريح بنت المنصور بثلاء ...
الفصل السابع
أضرحة مقبرة صعدة
الخاتمة ... ... ... ... ... ... ... ...
قائمة المصادر والمراجع
قائمة الأشكال
الشكر والتقدير
في نهاية البحث لا يسعني ألا أن أتقدم بخالص الشكر وجميل الوفاء والعرفان لأستاذي العالم الجليل، الأستاذ الدكتور/ حسن الباشا، الذي نهلت من علمه الغزير وتعلمت على يديه آداب البحث، وقد شملني بحبه وعطفه فله مني الوفاء من التلميذ إلى أستاذه امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم"
المقدمة
الحمد لله الذي لا يبقى إلا وجهه ولا يدوم إلا ملكه على ما أعان ووفق ونصلي ونسلم على الرحمة المهداه محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آلة وصحبه أجمعين.
पृष्ठ 2
وبعد فإن هذا البحث الموسوم " الأضرحة في اليمن من القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) وحتى نهاية القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي) دراسة أثريه معمارية" ما هو ألا محاولة متواضعة أعطيت من خلالها صورة نرجو من الله أن تكون واضحة المعالم متكاملة الجوانب عن هذا النوع من الأبنية التي يعزف الكثير من الباحثين عن دراستها وذلك لأنها تقام على مدافن الموتى ولما وردت عنها من أحاديث نبوية سواء بالتحريم أو الكراهية وبصرف النظر عن موقف الإسلام وعلمائه من هذه الأبنية فإن دراسة هذا الموضوع تتعلق بدراسة الجوانب المعمارية والزخرفية لأن أغلب هذه الأبنية يغطيها قباب متنوعة أخذ البعض منها شكل القبة نصف الكروية والبعض الأخر النوع المضلع، كما يزين جوانبها من الداخل بزخارف متعددة.
وتأتي أهمية الدراسة هذا الموضوع لما تتمتع به هذه الأبنية من صفات دينية نظرا لحرمة الميت المدفون فيها ، ولها أهميتها من الوجهة المعمارية وذلك لما تشتمل عليها هذه الأبنية من عناصر معمارية وفنية متمثلة بالقبة التي تعتبر الميزة الرئيسية لها واحتوائها على مناطق انتقال جمعت بين الحنايا الركنية سواء المجوفة منها أو المفصصة والمقرنصات والمحراب في بعض الأضرحة إضافة إلى العقود .
أما العناصر الزخرفية الفنية فقد زينت الأضرحة بشتى أنواع الزخارف من كتابية ونباتية وهندسية كما تكمن أهمية دراسة هذا الموضوع في أنها تلقي الضوء على نشأة الأضرحة اليمنية وتطورها وأشكالها.
पृष्ठ 3
إلى جانب أن بعض الباحثين اقتصرت دراستهم على الأضرحة المجاورة للمساجد والمدارس باعتبارها مبان ملحقة مما لم يعطه حقه من الوصف والتحليل إضافة إلى أن هذه الأبنية تحتوى على توابيت خشبية وتراكيب مبنية وشواهد قبور، مما دعا الباحث إلى أن يقوم بدراسة هذا النوع من الأبنية رغم ما تعترضه من عقبات، دراسة وصفية وتحليلية مشتملة على توثيقها بالمساقط الأفقية والصور. هذا فضلا عن أن هذه البنية باعتبارها عمائر إسلامية يتجلى فيها أساليب التصميمات المعمارية والفنية خلال العصور الإسلامية مع تتبع مراحل تطورها، لذلك كله وقع اختياري لدراسة هذا الموضوع إضافة إلى ذلك فإن الموضوع يغطي وهذه الدراسة تعطي فترة زمنية طويلة، ورقعة جغرافية كبيرة امتدت على القسم الشمالى من الجمهورية اليمنية باختلاف تضاريسها وتنوعها فيما بين السواحل والحبال والأودية الذي كان له الأثر الكبير في مجريات الأحداث على الساحة اليمنية, ولقد تناولت هذا الموضوع متبعا المنهج العلمي التالي:
- حصر جميع الأضرحة وذلك من خلال ما أشارت إليه كتب الطبقات إلى وجودها في مناطقها.
- جمع المعلومات التاريخية عن أصحاب تلك الأضرحة أو بناتها من خلال المصادر التاريخية المعاصرة لهم.
- زيارة المناطق التي توجد فيها الأضرحة ودراسة هذه الأضرحة دراسة وصفية دقيقة مع قراءة النصوص الكتابية المسجلة عليها مبرزا أهميتها.
- تصوير تلك الأضرحة فوتوغرافيا
पृष्ठ 4
- عمل المساقط الأفقية بمقياس رسم مناسب لكل ضريح هذا ولقد استفاد الباحث من العديد من المصادر والمراجع العربية والأجنبية منها على سبيل المثال:المصادر العربية الهامة مثل كتب الطبقات. وقد اكتفت هذه الكتب بالإشارة إلى موقع الضريح، أي أن الشخص المتوفى دفن في المكان المعلوم وبني عليه مشهدا دون التعرض إلى وصف ذلك المشهد، كما تعرفنا من خلالها على مواقع هذه الأضرحة وكذلك التعرف على بعض أصحابها وكتاب المحلي بعنوان الحدائق الوردية في مناقب الأئمة الزيدية "مخطوط مصور ، وكتاب يحي بن الحسين" "غاية الأماني في أخبار القطر اليماني" وكتاب زبارة "أئمة اليمن" وهذه المصادر تحدثت عن سير الأئمة وأماكن دفنهم، كما أشار أصحابها إلى ذلك بعبارة "بني أو بنى الأمام مشهدا"، ولقد استفدت من كتاب بن علوى "سيرة الهادي الى الحق يحي بن الحسين" فيما يخص حياة الإمام الهادي كما استفدت من كتب التاريخ الأخرى التي تحدثت عن تاريخ اليمن.
पृष्ठ 5
أما المراجع العربية الحديثة التي استفدت منها فهي كتاب "تقارير أثرية من اليمن " لبربارة فنستر " "مترجم" وكتاب الدكتور مصطفى شيحة " مدخل إلى العمارة والفنون الإسلامية في الجمهورية اليمنية" وكانت القائدة منهم في الدراسة الوصفية لبعض الأضرحة التي تناولتها، وكتاب الدكتور زكي محمد حسن "فنون الإسلام" وكتاب الدكتور احمد فكري "المدخل إلى مساجد القاهرة ومدارسها" والجزء الأول والثاني وكتاب الدكتور فريد شافعي "العمارة العربية في مصر الإسلامية عصر الولاة" وذلك فيما يخص الدراسة المقارنة والتأصيل المعماري والزخرفي، وكتاب "العاني" "المشاهد ذات القباب المخروطة بالعراق" وكتاب الدكتور ربيع حامد خليفة "الفنون الزخرفية اليمنية في العصر الإسلامي" وذلك فيما يتعلق بالجوانب الفنية. وكتاب الدكتور حسن الباشا "الألقاب" الذي كان المرجع الأساسي لدراسة الألقاب الواردة على التوابيت والشواهد". وكتابه "قاعة بحث" الذي كان له الفضل في إرساء قواعد البحث العلمي إلى جانب ما تلقيته من تعليم أثناء حضوري محاضرات قاعة البحث مع الدكتور حسن الباشا.
أما بالنسبة للرسائل العلمية التي استفدت منها فأهمها:-
كتاب محمد حمزة الحداد "قرافة القاهرة في عصر سلاطين المماليك دراسة حضارية أثرية". ورسالة عبد الرحمن جار الله "عمائر مدينة ثلاء" ورسالة عبد الله موسى كامل "دراسة معمارية مقارنة للعمائر الدينية في عصر الدولة الصليحية في اليمن والفاطمية بمصر " ورسالة عربي محمد، "الحياة الفكرية في العصر الأيوبي في مصر واليمن وأثرها على المظاهر الفنية أما بالنسبة للمصادر الأجنبية للمصادر إلى اعتمدت عليها في دراستي فأهمها:
Finester. Archaologische. Berichte Aus Dem Yemen. Band111
पृष्ठ 6
Serjent R.B Sanaa. An Arabian Islamic city. Creswell (K.A.C) Early Muslim Architecture. and The Muslim Architecture of Egypt Galvin. Lucien . Thula . Architecture. et. urabanim D'ume cite. De heute montagne en yemen
.Monneret.. De uillard la necropali Muslmana di Aswan Noha Shadik akki shohd
وقد تمت الفائدة منها في مواضعها المختلفة من الرسالة.
هذا وكان المصدر المعول عليه في الدراسة هي الأضرحة المتبقية التي أمدتنا بالكثير من المعلومات عن هذه الأضرحة لاسيما تلك التي تشتمل على نصوص كتابية فأمدتنا بتاريخ البناء وتاريخ الانتهاء من العمل واسم الآمر بالبناء.
وتمت الدراسة الميدانية على الوجه الآتي:
زيارة أولية للتعرف على المنطقة والإطلاع على ما بها من أضرحة وذلك بناء على ما توفر من معلومات تاريخية عن الضريح وموقعة وصاحبه.
دراسة وصفية أعقبها رفع الأثر وعمل مخطط مبدئي ثم أخذ أبعاده وتثبيتها على المخطط.
أخذ الصور الفوتوغرافية للأثر من جميع جوانبه وقراءة وتحليل الكتابات المنقوشة عليه
دراسة التوابيت الخشبية والتراكيب ووصفها وأخذ أبعادها وقراءة الكتابة المنقوشة عليها والتعرف على نوع الخط المستخدم في نقوشها.
دراسة الشواهد الموجودة داخل الأضرحة وقراءة كتابتها ونوع خطوطها.
وقد صادف البحث مجموعة من الصعوبات والعوائق منها:-
أولا: ... أن موضوع البحث يغطى قسم كبير من اليمن أكمله وقد تطلب ذلك القيام بالعديد من الزيارات الميدانية لجميع المناطق التي توجد بها الأضرحة التي قام الباحث بزيارتها كلها، مما سبب صعوبات كثيرة خاصة من حيث وسائل المواصلات جعله يستعين بالكثير من الناس، على اعتبار بعض المناطق نائية وبعيدة عن التمركز الحضاري
पृष्ठ 7
ثانيا: ... وجود بعض الأضرحة في أماكن نائية وبعيدة عن التمركز الحضاري مثل ظفير حجة وكحلان عفار وظفار ذيبين وكوكبان ، الأمر الذي تطلب بذل مزيد من الجهد وخاصة في المناطق التي لا تقع على طرق المواصلات والتي تطلب الوصول إليها سيرا على الأقدام لمسافات طويلة ثالثا: ... أن بعض هذه الأضرحة غير مفتوحة للزيارة، ولا تفتح إلا في أيام الجمع فقط مما اضطرني إلى معاودة الزيارة من أجل الدراسة عدة مرات.
رابعا: العراقيل التي كان يضعها أمام الباحث بعض القائمين على هذه الأضرحة مما تطلب الحصول على تصاريح رسمية من أجل الزيارة العلمية الخالصة، وخاصة من الهيئة العامة الآثار ووزارة الأوقاف.
وفي الأخير فإن الأضرحة في اليمن في مناطقها المختلفة تطلب الوقت والجهد الكبير، حتى تخرج هذه الدراسة إلى حيز الوجود وتوثق تلك المباني التي بداء يندثر منها الكثير إلى جانب ما اندثر، وقد أورد الباحث بعض أضرحة مقبرة صعده قد سقطت قبابها وإذا لم يتداركها أهل الصلاح لسقطت بقية الأضرحة ولخسر اليمن نوعا من المباني الأثرية التي اتخذت شكل الجوسق والتي ليس لها مثيل إلا في مقبرة أسوان بصعيد مصر ومقبرة الحلة بالعراق مما يدل على التواصل الحضاري بين مصر والعراق واليمن.
وبفضل الله وتوفيقه أمكن التغلب على تلك الصعوبات والعوائق بالتصميم والإرادة وبلوغ المأرب والمقصد منها ألا وهو دراسة هذا النوع من الأبنية والتي تمت زيارة كل ضريح منها على حدة.
وقد قسمت البحث إلى تمهيد وخمسة أبواب درست في التمهيد الأسماء التي أطلقت على الأبنية المقامة على القبور من حيث تعريفها اللغوي وما يطلق عليها علماء الآثار، ونشأة الأضرحة في اليمن والعالم الإسلامي وتطورها.
وخصصت الباب الأول لدراسة الأضرحة في القرون الرابع والخامس والسادس الهجري، وذلك لأن هذه القرون أغلب أضرحتها مندرسة ولم يتبق منها سوى ضريحين: هما ضريح السيدة بنت أحمد بجبلة، وضريح الشيخ العباس بأسناف خولان وقد قسمته إلى أربعة فصول.
وأفردت الباب الثاني لدراسة أضرحة القرن السابع الهجري مبتدأ بضريح الأمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة بظفار ذيبين الباقية منها والمندرسة وقسمته إلى سبعة فصول .
पृष्ठ 8
وخصصت الباب الثالث لدراسة أضرحة القرن الثامن الهجري الباقية منها والمندرسة وقسمته إلى تسعة فصول.
أما الباب الرابع لدراسة أضرحة القرن التاسع الهجري الباقى منها والمندرس وقسمته إلى ستة فصول الباقي.
وخصصت والباب الخامس لدراسة أضرحة القرن العاشر الهجري وقسمته إلى ثمانية فصول وقد اشتملت هذه الدراسة مكونات الضريح من حيث التخطيط ومقارنته بغيره من تخطيطات الأضرحة سواء في اليمن أو في بقية مناطق العالم الإسلامي، فضلا عن دراسة مناطق انتقال قباب هذه الأضرحة وأنواعها وتطورها وأوجه الشبه والاختلاف بينها وبين مناطق الانتقال المستخدمة في إقامة القباب في العالم الإسلامي.
كما لم تغفل الدراسة تحليل وتأصيل عناصر الضريح من الداخل والخارج مثل العقود والمحاريب والأعمدة ونواصي منطقة الانتقال من الخارج.
أما الدراسة الفنية فقد تناولت التوابيت وشواهد القبور والعناصر الزخرفية التي ازدانت بها الأضرحة، والتي تنوعت ما بين الزخارف الكتابية والنباتية والهندسية، فضلا عن مقارنتها مع غيرها من أنواع الزخارف التي وجدت في بعض البلاد الإسلامية، وخاصة مصر والعراق مع إظهار ما انفردت به اليمن في هذا المجال.
وتضمنت الخاتمة أهم النتائج التي توصلت إليها في هذا البحث.
पृष्ठ 9
وفي الأخير لابد أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لكل من ساهم في مساعدتي عند إعداد هذا البحث ومنهم الأستاذ الدكتور يوسف محمد عبد الله رئيس هيئة الآثار والأستاذ الدكتور عبد الله الشبيه رئيس جامعة تعز والأستاذ الدكتور إبراهيم الصلوي مساعد نائب رئيس الجامعة على دعمهم المتواصل وتشجيعهم الدائم لي في البحث العلمي واشكر الدراسات العليا والبحث العلمي وعلى رأسها الأستاذ الدكتور حسن الأهدل نائب رئيس الجامعة وكل العاملين في الدراسات العليا على تسهيل مهمة البحث، وأتقدم بخالص الشكر للدكتور حسين الباكري عميد كلية الآداب ونواب العميد على حسن المعاملة وأتقدم بوافر الشكر والتقدير للدكتور عبد الغني على سعيد رئيس قسم الآثار وأعضاء هيئة التدريس والعاملين بالقسم على مساعدتهم المستمرة لنا، كما أشكر الأستاذ الدكتور رأفت النبراوي عميد كلية الآثار جامعة القاهرة والأستاذ الدكتور ربيع حامد خليفة رئيس قسم الآثار الإسلامية جامعة القاهرة على ما بذلاه في مساعدتي وتسهيل مهمتي في جمع المادة العملية والأستاذ الدكتور / عيد الحليم نور الدين، والأستاذ الدكتور أبو العيون بركات كما اشكر رئيس وأعضاء هيئة التدريس بقسم الآثار جامعة بغداد.
पृष्ठ 10
وأتقدم بخالص الشكر إلى جميع القائمين على مكتبة كلية الآداب والمكتبة المركزي جامعة صنعاء ومكتبة كلية الآثار والمكتبة المركزية جامعة القاهرة ومكتبة دار الكتب ومكتبة المتحف الوطنى المصري بصنعاء ومكتبة متحف الفن الإسلامي بالقاهرة ومكتبة المعهد الأمريكي للدراسات الإنسانية بصنعاء كما أتوجه بوافر التحية وجزيل الشكر إلى الأخت بتول طه أمينة مكتبة قسم الآثار جامعة بغداد واشكر اخوي العزيزين الأخ غيلان حمود غيلان والأخت نجاة الفقية واخوي الغاليين فهمى الأغبري وبلقيس محمد خالد والأخ العزيز مهند السياني والأخ طاهر هزبرو لاخ رزار عبد المجيد على مرافقتهما لي أثناء الزيارات الميدانية، وزميلي مصلح القباطي وشهد مكي، كما أتقدم بخالص الشكر للأخ عبدالله سعيد القدسى والأخ حازم سعيد الجبرى والآخ فهد محمد أبكر، كما اتقدم بوافر الشكر الى شريكة حياتى ورفيقة عمرى زوجتى رقيه عبد المجيد حزام على مساعدتى وتهيئة الجو المناسب وتوفير الوقت لا عداد هذه الرسالة. وفي الأخير نشكر كل من مد يد العون من قريب أو بعيد في سبيل إنجاز هذا البحث، فجزاهم الله جميعا خيرا الجزاء.
पृष्ठ 11
التمهيد:
من العمائر الدينية إلي مازالت قائمة حتى وقتنا الحاضر أبنية أقيمت فوق القبور التي تضم رفان الأئمة والأولياء والصالحين والذين سلكوا سبيل التعبد والزهد في الحياة ونبغوا واشتهروا أبان حياتهم فاصبح له أتباع ومريدون، وقد عرفت تلك الأبنية بين الناس بتسميات عدة أختلف في لفظها واتفق فى دلالتها، وعند الرجوع إلى معاجم اللغة العربية لم نجدها تدل على ما قصد منها وهو البناء المقام على القبر وأطلقت عليها التسميات التالية:
الضريح - التربة - المشهد - المقام - القبة (1)
وأبدأ بتعريف الضريح بحكم اتخاذه عنوانا للبحث ، إضافة إلى أنه تسمية الضريح منتشرة وشائعة بين الخاص من الناس والعامة، إلى جانب ما قصد من لفظة المصطلح الأجنبي Mausoleum والتي تعني البناء المقام على قبر يضم رفاة شخص ذي مكانة سياسية ودينية واجتماعية.
पृष्ठ 11
تعريف الضريح Mausoleum
الضريح:
الضريح في لغة العرب من الفعل ضرح وهو فعل ثلاثي أصلا واشتقاقا ومعني الضرح التنحية (1)وهو الشق في وسط القبر، وقيل هو قبر بلا لحد، والضريح القبر كله لأنه يشق في الأرض شقا ، واللحد في الجانب(2) ، وفي الحديث عن دفن النبي صلى الله عليه وسلم نرسل إلى اللاحد والضارح فأيهما سبق تركناه(3)" وقد كان لوصول اللاحد أولا أن لحد الرسول الله صلى الله عليه وسلم لحدا، وقد أمر سعد بن أبى وقاص(رضى الله عنه) أن يلحد وينصب عليه اللبن كما صنع برسول الله(4) وأورد ابن سعد حديثا عن أولوية اللحد ، روى عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " اللحد لنا والشق لغيرنا(5) وإلى ذلك أشار أحد الباحثين بقولة أن التسمية التي رددها علماء الآثار من عرب وأجانب على السواء وأطلقوا كلمة الضريح على المدفن - القبر - ليست صحيحة فى غالب الأحوال لأن المدفن لا يكون ضريحا إلا إذا كان شقا فى وسطة(6).
पृष्ठ 12
ولا اتفق مع هذه المعلومة ذلك انه مما سبق تعريف للضريح فهى تدل على ان الضريح هو القبر، ويروى أن الضريح بيت فى السماء مقابل الكعبة فى الأرض قيل هو البيت المعمور، وعن ابن عباس ( رضى الله عنهما ) قال " ان الضريح من المضارحة " وهى المقابلة والمضارعة واختلف فى محلة فقيل فى السماء الرابعة ، وجزم جماعة من الحفاظ بأنه فى السماء السابعة وقيل فى السادسة وقيل تحت العرش وقيل فى السماء الأولى(1).
وربما كان من هذه الروايات التى روت ان الضريح بيت فى السماء مقابل الكعبة أطلقت على الضريح والذى اتخذ شكلا مكعبا فى الغالب يتشابه مع الكعبة المشرفة من حيث شكل البناء المكعب إضافة الى قدسية الكعبة وحرمة الضريح، هذا فضلا عن أن كلمة مقرحى تعنى السيد الكريم كما تعنى الرجل الطيب الأعراق والأبيض من كل شئ(2).
وربما كانت تلك الصفات التى أطلقت على المضرحى أطلقت على الضريح نفسه لما يحتويه من القبر المدفون أما إمام أو أمير أو عابد أو زاهد أولى ، كما يمكن أن نرد على القائلين الذين أوردوا الحديث " اللحد لنا والشق لغيرنا ".
إن الأصل هو الدفن ومواراة جثمان المبيت كما أن الأصل العمل الصالح فروضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ، ولذلك فقد اجمع جمهور العلماء أن اللحد والفرح - الشق كما وجه بذلك بنى الرحمة صلى الله عليه وسلم ، جائز أيا كان منهما .
पृष्ठ 13
هذا وقد أطلقت تسمية الضريح تجوازا على البناء المقام على القبر وذلك من باب إطلاق تسمية الجزء على الكل لأن الأصل فى الشيء هو الدفن ، الى جانب ذلك تجدر الإشارة إلى أن كلمة الضريح أطلقت ليس على البناء فحسب، بل على التوابيت الخشبية والتراكيب الموضوعة على القبور وشواهدها كما سيأتى معنا عند دراسة تلك التوابيت والتراكيب ، والى ذلك أشار صاحب الحوادث فى حوادث سنة ( 667 ه/ 1268م) عند ترجمته للشيخ محمد السكران بقولة "ودفن فى رباطة بناحية المباركة من الخالص بالجانب الشرقى من بغداد وبنى عليه قبة وعمل عليه ضريحا من الخشب (1).
تعريف الضريح فى العمارة الاسلامية:
पृष्ठ 14
من العمائر التى اعتنى بتشييدها المسلمون بهيئة فاخرة عمارة الأضرحة(1) ويعرف علماء الآثار الإسلامية بأنه " البناء الذى يقام على رفاه شخص ذى مكانة دينية وسياسية (2) وذلك لتخليد ذكراه " إضافة ألي إقامة حلقات الدرس والدعاء لصاحب الضريح، كما اتخذ ترجمة حرفية لما يعنيه المصحح الأجنبي MAUSOLEUMz ، وقد كانت هذا الأضرحة الغالب تبنى على صورتين، أما على شكل مربع تعلوه قبة أو بشكل برج " مخروطى الشكل " وذلك بحسب البلد التى أقيمت فيها الأضرحة . فمثلا فى العراق وإيران اتخذت الأضرحة فيها نظام القباب المخروطة المقرنصة (3)، ما بقية بلدن العالم الإسلامي وخاصة مصر وسوريا واليمن فقد اتخذت شكلا مربعا تعلوه قبة .
पृष्ठ 15
إلى جانب ذلك بالاضافة الى دراسة بالغةبالمدارس والمساجد أن الكثير من هذه الأضرحة ما كانت تبنى ملحقة أما بمدرسة أو مسجد أو رباط وغيرها أقامها أصحاب تلك الأضرحة (1)إضافة الى انه أقيم فوق القبور فى الأضرحة أما توابيت خشبية أو تراكيب مبنية من الحجر أو الرخام أو بناء من الآجر والحجر ومغطى بطبقة جصية(2) فضلا عن اشتمال بعض الأضرحة على عناصر معمارية هامة كالمحاريب والقباب .
وقد تنوعت الأضرحة فكان منها البسيط المنفرد البناء المتواضع المواد المكون من غرفة واحدة مقببة مربعة الشكل (3)، ولهذه الأبنية حرمة خاصة عند المسلمين خصوصا تلك التى تضم رفات ائمة وعلماء وفقهاء اشتهروا وأسسوا مذهب مما دفع المواليين والاتباع الى العناية بالأبنية المشيدة على قبورهم على مدار الزمن(4).
هذا وترجع فكرة دفن الموتى فى مبانى تذكارية الى عهود قديمة سابقة للإسلام يقرون ، وحرص المسلمون على تخليد رجالاتهم بمثل هذه المبانى رغم موقف الإسلام المتشدد من البناء فوق القبور وتعظيمها(5).
पृष्ठ 16
التربة التربة " وجمعها ترب وهى من الفعل ترب (1)والترب لغة من التراب (2)" والترب والتربة والترباء وجمع الترب أتربة (3) وترب الرجل تعب والترباء الأرض نفسها وتربة الإنسان رمسه وتربة الأرض ظاهرها(4) والتربة المقبرة ، وفى ذلك يقول الشاعر البحترى (ت سنة 282 ه / 897 م ) من قصيدة له فى رثاء ابى سعيد بن يوسف الثغرى.
بى لا بغيرى تربة مجفوة
पृष्ठ 17
لك فى ثراها رمة وعظام (5) ويذكر الدكتور ، مصطفى جواد انه كان المؤرخون إذا قالوا " إن لفلان تربة أو ابتنى فلان تربة دل قولهم على وجود القبة ، فالتربة عند المؤرخين معناها القبر ذو مشهد وقبة(1) وإلى ذلك أشار ابن خلكان فى ترجمته لمظفر الدين ابن سعيد كوكيرى صاحب اربل " وبنى له تربة أيضا هنالك أى فى مكة "(2) وفى موضع آخر " ثم نقل الى قلعة اربل ودفن بها ثم حمل بوصية منه الى مكة شرفها الله تعالى وكان قد اعد له بها قبة تحت الجبل فى ذيلة يدفن فيها (3) والتربة كانت تقام مستقلة أو فى مبنى خاص يغطيها قبة وتتصل بمصلى أو مدرسة أو مسجد له عناصره المعمارية وجزء منه أو بجانبه تحتله التربة(4) وهذه الترب غنية بالزخارف الفنية قد تفوق فى بعض الأحيان المسجد الواقع بجواره ، أما التربة بحد ذاتها فهى حفرة بسيطة متجهة نحو القبلة واسعة الفتحة يحفر فيها مستطيل آخر اقل اتساعا ويسجى على أرضه الميت المكفن وتسقف الحفرة الصغيرة بقطع مستطيلة من الحجارة ترتكز جوانبها فوق المستطيل الضيق ويحثى فوقها التراب ثم يقام فوق الأرض بناء ظاهر لا يتجاوز مهما ارتفع قامة الإنسان لذلك نرى اكثر التراب فى مدافن المسلمين قليلة الارتفاع تكاد لا تعلو سنتيمترات معدوده(5) وهذا الوصف الذى اورده الدكتور / عبد الرحيم غالب ما هو الاوصف لقبر وليس لتربة اذ ان التربة ما هى الا بناء يضم اكثر من وحدة معمارية من بينها المقبر والقبة التى تغطيه ، مما يدل على ان التربه كيان معمارى مستقل بذاته لا يقصد به القبر ذو القبة فقط ، ويؤكد ذلك ان بعض الترب تحتوى على مدافن ذات قباب عليها نصوص تأسيسة بصيغه امر بأنشاء والقبة المباركة ، او كان الفراع من هذه القبه المباركة " مما يدل على انه لوكان بلفظ التربة المقبره او المدفن ذى القبه فقط لا قتصر النص على احد اللفظين ، كما تؤكد البقايا المعمارية ان المدفن ذا القبة جزاء من التربه وليس التريه كلها ، ويتضح ذلك من بقايا تربة الامير تتكزبغا والمكونه من صحن اوسط مكشوف يتقدمه ايوان صغير يتوسط صدره المحراب ويتقدم المحراب مباشرة قبة مفتوحة الجوانب ومئذنه.
المشهد:
पृष्ठ 19