تميز التابوت بتنفيذ كتاباته بالحفر البارز وفيها صعوبة إذ تستلزم حفر جوانب الحرف وإبقاء الحرف حتى يبرز وهي عملية تطلب مهارة وإتقان عاليين لتنفيذ مثل هذا العمل والذي حدا بالصناع إلى توقيع أسمائهم على جانبي الشاهد والذي يستخلص منه أنه أشترك في عمله أكثر من صانع ومن خلاله يتضح أنهم من أسرة واحدة امتهنت أعمال النجارة وهم عواض وأبى السعود وعبد الله أبناء عوض الله من أولاد محمد بن على عجينه.
لم يحدد تاريخ صنع التابوت كما وجد على التوابيت الأخرى في العالم الإسلامي والتي كتب عليها تاريخ الضريح من علمه مثلما نشاهد على تابوت الأمام الشافعي حيث وقع النجار على عمله بقوله "صنعت عبيد النجار المعروف بابن معالي عمله في شهور سنة أربع وسبعين وخمسمائة(1).
بينما نرجح تاريخ عمل تابوت الأمام المنصور إلى الفترة الواقعة بين وفاته سنة 614ه وتقله إلى ظفار في سنة (617ه/ 1217م ) هذا الترجيح ناتج عن أنه لو كان هناك ضريح أو تابوت في ظفار لتم نقل وفاة الإمام أثناء وفاته وإلا لما كان انتظر فتره ثلاث سنوات تقريبا حيص تم نقل جثمانه أولا من كوكبان إلى حصن بكر ثم إلى ظفار وهو الذي أوصى. بأن بدفن في ظفار وربما كان قد أمر ببناء ضريح له وعمل تابوت ، واستمر بناء الضريح تلك الفترة وفيها عمل التابوت.
تشابهت الكتابة المنفذة على شاهد القبر المثبت في الجهة الجنوبية مع الكتابات التي تزين واجهات التابوت وهو دليل على أن كاتب الشاهد وكاتب التابوت كانا يعملان في فترة واحدة كل حسب اختصاصه سواء كان نجار أو نقاشا على الحجر وتلك الكتابات المحفورة على جوانب الخشب تعكس على أنها ترجع إلى فترة زمنية واحدة إضافة إلى أن النجارين استبعدوا تكرار اسم المنصور ونسبه وألقابه وتاريخ وفاته واكتفوا بوجودها على الشاهد.
شواهد القبور:
पृष्ठ 115