62

أدب الموعظة

أدب الموعظة

प्रकाशक

مؤسسة الحرمين الخيرية

संस्करण संख्या

الأولى ١٤٢٤هـ

शैलियों

أي صورة شاء؛ ذلك أن المخاطبين يختلفون ذوقا، وثقافة، واختلاف زمن وبيئة. ومن اللائق أن تصاغ دعوة كل طائفة في أدب يليق بأذواقها وثقافتها؛ ذلك أن الموعظة ثقيلة على السمع، مستحرجة على النفس؛ لاعتراضها الشهوة، ومضادتها للهوى، حتى قال يونس بن عبيد: "لو أمرنا بالجزع لصبرنا"١. يشير إلى ثقل الموعظة على السمع، وجنوح النفس على مخالفتها. ولكن صوغها بأسلوب رائع يجعلها خفيفة على السمع، سهلة النفوذ إلى القلب. وقد تكون معاني الموعظة حاضرة في ذهن الشخص، ولا يجد في نفسه تأثرا بها، حتى إذا عرضت عليه تلك المعاني في أسلوب بارع وقعت منه موقع الإعجاب، حتى لكأنها معان جديدة لم يسبق له بها علم٢. ولا غرو - إذا - أن ترى الرجلين يلقيان موعظة في باب واحد، وفي غرض واحد وبينهما في التأثير ما بين السماء والأرض، وربما كان ذلك بسبب أسلوب العرض؛ فترى أن نفوس الناس قد أقبلت على أحدهما، وأساغت موعظته إساغة الظمآن للماء القراح، وتراها جفت وجفلت عن موعظة الآخر؛ فزلت عن القلوب كما زلت الصفواء بالمتنزّل. ولهذا كان حريا بالواعظ أن يكون ذا دراية بأحوال الناس، وأن يصوغ موعظته بما تقتضيه تلك الحال؛ فالناس مختلفون مشارب وعادات، وأخلاقا

١ بهجة المجالس لابن عبد البر٣/٣٦٤، وانظر: البصائر والذخائر لأبي حيان التوحيدي٩/١٣٨. ٢ انظر: الدعوة والإصلاح، ص٢٥ـ٢٦، و٦٥.

1 / 64