57

أدب الموعظة

أدب الموعظة

प्रकाशक

مؤسسة الحرمين الخيرية

संस्करण संख्या

الأولى ١٤٢٤هـ

शैलियों

يلحق وكما أن من سكت لا يكاد يندم كذلك من نطق لا يكاد يسلم. والعجل يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم، ويحمد قبل أن يجرب، ويذم بعد ما يحمد، ويعزم قبل أن يفكر، ويمضي قبل أن يعزم. والعجل تصحبه الندامة، وتعتزمة السلامة، وكانت العرب تكنّى العجلة أم الندامات١. وذكر بسنده عن عمر بن حبيب قال: "كان يقال: لا يوجد العجول محمودا، ولا الغضوب مسرورا، ولا الحر حريصا، ولا الكريم حسودا، ولا الشره غنيا، ولا الملول ذا إخوان"٢. ولهذا تتابعت نصائح الحكماء على التريث خصوصا عند إرادة الإقدام على مواقع الخطر، قال المتنبي: الرأي قبل شجاعة الشجعان ... هو أول وهي المحل الثاني فإذا هما اجتمعا لنفس مرة ... حازت من العلياء كل مكان٣ وقال: وكل شجاعة في المرء تغني ... ولا مثل الشجاعة في الحكيم٤ ٢٥ـ التمهيد والتدرج في العرض: مثال ذلك أن يقصد الواعظ إلى أمر فيه مشقة، فيضع أمامه تمهيدا يخفف وقعه، ويقلل شأنه، حتى لا تكبره النفوس، وترتخي دونه العزائم خورا. ومثال هذا ما سلكه التنزيل في التكليف بفريضة الصيام؛ حيث شرعه أولا

١ روضة العقلاء، ص٢١٦. ٢ روضة العقلاء، ص ٢١٧. ٣ ديوان المتنبي بشرح العكبري٤/١٧٤. ٤ ديوان المتنبي٤/١٢٠.

1 / 59