============================================================
13 - أما من الناحية الموضوعية فقد جمع أقوال أئمة الشافعية وآراءهم في كتابه القيم، واطلع - كما يبدو من كلامه - على كل ما كتب في أدب القضاء، من المصادر الفقهية العامة، كالأم للإمام الشافعي، وختصر المزني، ونهاية المطلب لإمام الحرمين ، والحاوي للماوردي ، والمهذب للشيرازي، والبسيسط والوسيط للغزالي، وكذلك اطلع على ما ألف من مصنفات خاصة في أدب القضاء في المذهب الشافعي، كمصنف الإصطخري ، وابن القاص، والقفال الشاشي، والعبادي، والهروي ، فجمع بين هذه المصادر، وصاغ مافيها بأسلوب رصين ، وعبارة قوية واضحة، ويبدو تأثره الواضح واعتماده الظاهر مع التلخيص والتصرف بالعبارة - على الماوردي في أدب القاضي من كتابه الحاوي الكبير، وقد يشير إليه أحيانا، ويصرح كثير(1) .
اهداف المصنف وخطته: 14 - كان هدف ابن أبي الدم من كتابه أن يجمع أحكام أدب القضاء في المذهب الشافعي، باختصار من جهة، وبالنص على الأحكام المهمة والمباد العامة في المذهب من جهة ثانية ، وأنه يريد أن يضرب بعض الأمثلة التطبيقية ، أو يذكر نماذج من التوثيقات والشروط ... التي تتضمن الأسس العامة في كل جاتب ، أو في كل نوع من العقود ، ويصرح - في أكثر من موضع - أنه لايريد التوسع والإحاطة والتفصيل ، لأن من لايدرك القليل ليقيس عليه، فلا يفيده الكثير، ويبغي آن يكون كتابه جامعا مبسطأ يحتاج إليه الطالب والعالم والفقيه والمتفقه.
ويمكننا أن نستعرض خطة المصنف ، ومزايا كتابه ، بالأمور الأتية : (1) وتكفي المقارنة بين الكتابين لتظهر قوة أسلوبه وحن ترتيه انظر: مقدمة العقد وصفته ولزومه
पृष्ठ 25