============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقائق التصوف أنه قال : إن بعض (26) أهل الجنة في الجنة يستغيث من الحنة إلى الله عز وجل كما يستغيث أهل النار من النار، وروي عن الخواص رضي الله عنه أنه قال : سجن العارفين 3 الجنة، فهذا حقيقة الصوفية في أسرارهم، وإشاراتهم تعلو عن الإشارات: فأولئك أهل تجريد التوحيد يريدون الله إخلاصا، وطريقهم أصعب المسالك لأتهم سلكوا طريق المخاطرة فتبرأوا من الدنيا وأهلها ، وقد قال الجنئد : أهل التصوف الذين 6 طريقهم على المخاطرة فلا يميلون إلى الخلق ولا إلى أهلهم ، فإن نظروا أو مالوا متعوا عن السلوك فيعجزوا.
فهذا طريق الصوفية وأحوالهم وإشاراتهم، فمن أشار إلى ذلك ولم تقطعه حقيقة الاشارة من الدنيا وما فيها فإشارته شرك ودعواه زور، ثم حقيقة تجريد الهم تجريد الظاهر وترك المشاغيل، فمن تعلق بالدنيا وركن إليها واشتغل بها ثم ادعى حقيقة التجريد فقد 54 افترى على الله عز وجل، قال الله سبحانه : { الله أذن لكم أم على الله تفترون} .
(5 باب لباس الصوفية وأما لياس الصوفية فالصوف، وذلك لباس الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين، 15 وأول من لبس الصوف آدم عليه السلام حين أهبط الى الأرض، وهو لباس موسى وعيسى وعامة الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين، وهو من السنة ، لأن النبي لبسه وكان لباسه ، فيروى عن الشعبي عن عروة بن المغيرة بن شعبة عن آبيه ، قال : 18 رأيت النبي وعليه جبة صوف، وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه ، قال : خطب رسول الله لل وعليه جبة صوف، ثم أصحاب الصفة رضي الله عنهم لبسوا الصوف حين أنزل الله تعالى فيهم : ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشئ 2 يريدون وجهه}.
2) -3) 146 ه 16362,266r2. 360 .58 : منسوب الى بحيى بن معاذ الرازي.
11) القرآن الكريم 59/10.
19)- 19) المعجم المفهرس 444/3.
20) - 21) القرآن الكريم 52/6.
पृष्ठ 24