============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقائق التصوف وشاهدوها (25) سجنا لأوليائه كما هي، ففارقوا لذاتها ونعيمها إذ ليس ذلك من شرط المسجونين، وتركوا الحركات في طلبها إذ ليس ذلك من شرط المقيدين.
وللصوفية في معنى الحبس إشارات لآن الصوفية محبوسون مسجونون في آسجان 3 فيقيدون بقيود إلى آن يلحقوا عن أسرهم وحبسهم وقيدهم، فأول السجن دار الدنيا وهي سجن المؤمن ، وهو محبوس فيها إلى وقت الأجل والإطلاق من السجن، وقد قال النبي : الدنيا سجن المؤمن ، وحكي عن داود الطائي رحمة الله عليه أنه لما مات 6 سمع يناحية خراسان هاتف يقول : قد أطلق داود الطائي من السجن، فتوفي في تلك الليلة.
والحبس الثاني : حبس الأرواح في الأشباح ، والروح في حبس النفس يحن من حبسه إلى الملكوت إلى قرب الملائكة وبارئه جل اسمه، وهو محبوس إلى وقت الآجل المعلوم.
والحبس الثالث : فالقلب في حبس الهوى وهو يحن إلى الله عز وجل من حبسه، 12 والهوى سجنه ومحبسه، وكيف لا يكونون آسارى وهم في سجون وقيود، فالسجن ما وصفته من الأسجان.
ثم القيود العلوم من الأمر والني ، لأن المؤمن مقيد بالعلم ، وعلى كل جارحة له قيد 15 من العلم ، وعلى كل حاسة من حواسه والاته من النظر والسمع والبطش والسعي فعلى كل جارحة من الجوارح قيد من العلم ، وقد قال النبي : المؤمن ملجم ، لأنه يزجر نفسه عن المكاره ويصبر عن المعاصي، وإنما الصبر في اللغة حبس النفس عن مرادها وعادتها، 18 فكذلك المؤمن المخصوص يقف مع العلم ووقوفه حقيقة حبسه وتقييده، وقد روي عن النبي أنه قال : المؤمن وقاف ، فالوقاف الذي يحقق فيه جميع أحوال المحبوسين ، فوقف في حبسه وصبر عن حظه ورضي بقيده وأسرته، وإنما تحقق ذلك فيمن أشار إلى 21 حقيقة التجريد، فالصوفية أشاروا إلى عين الصفاء، وكل مشغلة اشتغلوا بها في الدنيا والآخرة صار حبس وقتهم وحبس معانيهم حتى إن بعضهم ليحكي عن بعض المشتاقين 13) يكونون: يكونوا ص.
1) المعجم المفهرس r. de7768d2d66 2 36, 8 196 :413/2:6و،ق 7) قارن حلية الأولياء 340/7،-4، 352/7، 7.
ن
पृष्ठ 23