============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقاثق التصوف فيه... الله عز وجل يخص بالوجد من يشاء، ومن حقيقة الوجد أن لا يترك صاحبه على حالته و... وطبعه قبل وجده ، لأن الوجد مغير، وكل وجد لا يغير صاحبه ولا ينقله 3 من حالته لازدياد في الظاهر من أعمال الطاعات، فليس ذلك بحقيقة، لأن الوجد يغير الأسرار... الجوارح من غلبة السر بالطاعات والأعمال، وحقيقة الصوفية لا يدرك بالعلوم لأن ذلك ... تتبعها اكتساب وأصل ذلك ما اجتمعت عليه الصوفية في أصل المذهب 6 وسأبين... إن شاء الله.
اجتمعت الصوفية على الزهد والرغبة فيما عند الله ومجاهدة النفوس والاخلاص في العمل والصدق في السريرة... إلى ذلك طلب مرضاة الله تعالى والخوف من سخطه، 9 وإن بلاغها بالتجنب عن محارمه... ح مكعاصيه والقيام بفرائضه والصبر على حكمه والرضا بقضائه والتوكل عليه في جميع (14) أحواله والاستسلام له في جميع أحكامه. ثم حقيقة ذلك ترك الاختيار والثبات عند اختيار الحق ليكون الحق مختارا له على جميع 12 الأشياء، فهذا اجتماعهم في أصل الشريعة والمذهب، ولكل ذلك حقيقة بموافقة الكتاب والسنة.
(1) باب ما بني عليه آساس التصوف فأول ما بني عليه أساس التصوف من حيث العلم والطلب والتمييز وما يتبع الهداية بعد ظهور الولاية من ظاهر الأحكام ، فذلك أن الله عزوجل خص نبيه بالفقير ، وأبان 18 شرفه فقال عز وجل : تلك الدار الآخرة تجعلها للدين لا يريدون علوا في الأزض ولا فسادا والعاقبة للمتقين}، وقال عز وجل : أوليك يجزون الغرفة بما صبروا}، قالوا : علي الفقر، ويروى عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى : ( إنما يوفى 21 الصابرون آحرهم بغير حساب}، قال : نزلت في الفقراء خاصة ، فقالوا لابن عباس : 17) فذلك : وذلك ص.
18)- 19) القرآن الكريم 83/28.
19) القرآن الكريم 75/25.
20)- 21) القرآن الكريم 10/39.
ن ب .
पृष्ठ 12