ومن خلال هذا الحادث البسيط العابر يمكننا أن نفهم مدى ما يتمتع به تجار الدين في بلادنا من وعي وإيمان بالتطور الإنساني، وبرسالة أقوى الثوار وسيد الأحرار محمد؛ فهم بدلا من أن يقولوا لهذا الشاب إن محمدا قد دعا إلى العمل وبناء المجتمع وتخليص البشرية من الجهل والجمود والاستغلال ونشر العمران والحضارة في جميع الأقطار، يحدثونه عن وضع يد الرجل في يد المرأة وكيف يصبح هذا جريمة! وكيف أن منع هذه الجريمة هو الهدف الذي نزلت من أجله رسالة الإسلام!
الكهانة إذن في بلاد المسلمين تريد أن تعطل نصف المجتمع ...
لحساب من؟!
هل يفعلون ذلك لحساب النهضة والبعث والحرية والعدل والحق؟!
أم لحساب التطور الإنساني ومصالح الأفراد والجماعات؟!
لا هذا ولا ذاك!
فتعطيل نصف المجتمع معناه تأخر هذا المجتمع وتخلفه عن اللحاق بموكب المدنية والعلم والتقدم، وهذا إذا تم فسيكون قطعا لحساب أعداء البشرية ... لحساب الرجعية ... لحساب المشعوذين!
ويقول:
استعمر الغرب إذن الشرق - كما قلت - بعد أن نهض وأصبح يملك الحضارة!
وتعاون معه تجار الدين، وسارت الكهانة في ركابه تمنع عن الشعوب الإسلامية الأفكار الجديدة، والعلم الجديد، والفن الجديد، تمنع عنا الثقافة، وتعاون الغرب في إقامة ذلك الستار الحديدي بيننا وبينه لكي لا تقفز الحضارة إلينا!
अज्ञात पृष्ठ