आदाब दुआ
آداب الدعاء المسمى أدب المرتعى في علم الدعا
शैलियों
قال ابن عباس: فوالله ما ولد في بني إسرائيل مولود ذكر قط كانوا أشد فرحا به من ذلك الغلام، قال: قالوا: ابن نبينا وابن عابدنا، إنا لنرجو أن يبلغ بنا ما بلغ رجل، قال: فلما بلغ الغلام انقطع إلى عبادة الأوثان، وانقطعوا إليه، وكثروا عنده، قال: فبينا هم عنده يوما؛ إذ قال: إني أراكم كثيرا، فما بال هؤلاء القوم قاهرين لكم؟! قالوا: إن لهم رأسا يجمعهم، وليس لنا رأس، قال: فما يمنعكم إلا هذا؟ قالوا: نعم، قال: فأنا رأسكم، قالوا: وتفعل؟! قال: نعم، قال: فخرج وخرجوا معه، قال: فبلغ ذلك النبي وبلغ أباه، فاجتمع بنو إسرائيل إلى النبي وأبيه، فأرسل إليه يذكره بالله، وأن يرجع إلى الإسلام، فأبى، فخرج إليه النبي، وخرج أبوه معه، فالتقى القوم فاقتتلوا، حتى كثرت الدماء فيهم، وقتل النبي، وقتل أبوه، وانهزم بنو إسرائيل، واتبعهم يفنيهم، ويبعث في آثارهم يقتلهم، قال: فلحق أحبارهم بالجبال، واستقام له الناس، قال: فجعلت نفسه لا تدعه-يعني: وظن أن ذلك الملك لا يستقيم معه حتى يفني بني إسرائيل-، قال: فجعل يبعث في طلبهم في الجبال يقتلهم، فاستقام له الناس، واشتد ملكه، فلما رأى أحبار بني إسرائيل ما يفعل بهم، قالوا: خلينا عن هذا الرجل وعن ملكه، وليس يدعنا، لقد بؤنا بغضب من الله، فررنا عن نبينا وعابدنا حتى قتلا، وليس يدعنا! فتعالوا حتى نتوب إلى الله -عز وجل-، ونلقى هذا الرجل، ونقاتل ونحن تائبون، قال: فولوا رجلا منهم أمرهم، وبايعوا له، وهبطوا، وقد وطنوا أنفسهم إلى الموت، وتابوا إلى الله -عز وجل-، قال: فخرج إليهم فاقتتلوا أول يوم من أول النهار حتى حال بينهم الليل، ثم عادوا فاقتتلوا حتى كثرت الدماء في الفريقين حتى حال بينهم الليل.
पृष्ठ 141